samedi 19 avril 2008

نحن في حاجة إلي التأهيل




Go to Mohamed Abdel Azim Web page
...
نحن
في حاجة إلي التأهيل أكثر من غيره، للتخفيف من وطأة تماهي الدين والسياسة، والارتفاع بمستوي وعي الأتباع والأنصار الثقافي، والارتقاء بحسهم الاجتماعي والتاريخي، وقد يتطلب هذا تغييرا نوعيا في طرائق وأساليب التجنيد والتربية. تجنبا من الوقوع في ظلمات الفاشية والتعصب، التي قد تنتج عن التركيز علي مبدأ السمع والطاعة. عوضا عن الحوار والنقد، والاختلاط بالغير، أو قد تنجم عن طرق التلقين والحفظ، دون تنمية الملكات والقدرات، وهنا تبرز حاجة قادة الإسلام السياسي إلي جرعات أكبر من الثقافة العامة، والاطلاع علي الفلسفة الآداب والفنون والعلوم الاجتماعية والإنسانية، بما فيها علوم النفس والسياسة والاجتماع والاقتصاد والقانون والتاريخ، والتعرف علي تجارب الشعوب الأخري، الإسلامية وغير الإسلامية، والتمكن من مناهج البحث وأدوات رصد الظواهر الإنسانية، وكشف قوانينها واتجاه حركتها، واعتماد عمل الفريق والتقليل من سطوة الفرد، وعدم الولاء الأعمي، والاتساع بالأفق الأيديولوجي. فالله خلق الكون وفيه متسع للجميع، ومثل هذا التأهيل لو حدث ينقل الحياة بكاملها من حال إلي حال، فيعيش الإنسان في بيئة خصبة تنمو فيها الأفكار والمواقف الجامعة، التي لا تلغي الآخر، ولا تتجاوزه إلا حين يلغي نفسه بنفسه، بمناصرة عدو، أو بفعل خيانة وطنية، أو بإفساد في الأرض، أو باستبداد وتسلط، ممارسة وقبولا....


محمد عبد الحكم دياب.