dimanche 27 mai 2007

الحقيقة

.


.
Go to Mohamed Abdel Azim web site ... clic here

.



.

الحقيقة


حسنبن كروم
19 10 2006

الحقيقة ان عزائمنا خائرة وهواة كلام وثرثرة وامراض نفسية بغيضة وتضخم في شخصياتنا، اننا باختصار فاشلون، هذه حقيقة عاصرتها من خلال عملي في اكثر من حزب ناصري حتي ضياء الدين داود كان احد الاسباب الرئيسية لنكسة الحزب ولا استثني نفسي من هذه الحالة، فما ان بدأ الصدام مع ضياء داود داخل الحزب حتي آثرت الابتعاد والتركيز علي عملي مديرا للمكتب ولكن ماذا كان بامكاني وغيري ان نفعل؟
..
..
..


الطاقة النووية ومنصب نائب الرئيس المناورة


.
Go to Mohamed Abdel Azim web site ... clic here
.


قرات لك


الطاقة النووية ومنصب نائب الرئيس المناورة والاضطرار

محمد عبدالحكم دياب
القدس العربى
2006/10/07

حارت شركات العلاقات العامة وخبراء التسويق والترويج مع جمال مبارك، فكلما ابتدعوا له طريقه تروجه وتبيعه للمصريين ساء حاله وزادت من رفضهم له. وعندما قدّم مع والده في قالب جديد (نيو لوك)، تحول إلي فُرْجَة ، أقرب إلي تماثيل الشمع منها إلي بشر من لحم ودم، والأذي الذي أصاب الوالد، في حملته الانتخابية، من جراء المشهد المسرحي والمفتعل لواحد من رجال الأمن المحالين للتقاعد، الذي ألبسوه زيا ريفيا، ونصبوا له كوخا من البوص، يسميه المصريون خُصْ ، ليظهر في طريق المرشح الرئاسي بالصدفة !!، وهو يتجول بمحافظة المنيا، فيدعوه لشرب الشاي علي الزراعية ، إظهارا للبساطة والالتحام بالشعب!!.. هذا الأذي لم يمنعهم من تصميم مشهد آخر أكثر سوءا.. اختاروا له منازل ريفية، بقايا قرية الحوتية بمنطقة العجوزة، من القري التي بني عليها حي المهندسين الراقي.. محاصرة بعمارات ومبان حديثة.
. أعادوا إلي الذهن مشهد الريفي المزيف، والخُص الذي تم هدمه فور مغادرة حسني مبارك للمكان. وزاد علي ذلك الرعب الذي سيطر علي أهل الحي، بسبب جحافل الأمن المركزي والشرطة السرية، التي استولت عليه وعزلته. وإذا أردت أن تعرف وحشية الدولة البوليسية ما عليك إلا أن تقترب من الفقراء وأبناء الريف وسكان العشوائيات والأحياء الشعبية.. حياة كثير من هؤلاء مستباحة لرجال شرطة يختزنون في صدورهم غلا وسادية تفوق التصور. وحتي إذا ما كان هناك مبرر، من وجهة نظر هذه الدولة، للتنكيل بالمثقفين والمعارضين، لرفضهم التوريث وحكم العائلة، فهؤلاء المساكين، الضعفاء، قليلو الحيلة، المستحقون للعون، ليس لهم في العير ولا في النفير، ينكل بهم لمجرد التنكيل ذاته، فتحول كثير منهم إلي مخلوقات أشبه بحيوانات السيرك المذعورة من سوط المروض، أو بقرود النشالين والمتسولين، التي ترعبها عصا القرداتي، فتقلد عجين الفلاحة ونوم العازب ، تؤدي ذلك بشكل آلي، صنعه هذا التنكيل الممزوج بنظرية بافلوف، في الفعل المنعكس الشرطي ، واستغلالها في ترويض الإنسان ومسخه بدلا من تدريب الحيوان ورفع مهاراته!!.هذا المناخ أضاع الجهود وأفشل السيناريوهات، فما حدث للمصريين لا يصلحه قالب جديد (نيو لوك)، ولا جهود كل شركات الدعاية والتسويق والترويج المحلية والعالمية مجتمعة، فـ العطار لا يصلح ما أفسده الدهر .
. أخفقت شركات انكليزية وأمريكية، وفشلت شركات آل أديب ، عماد أديب واخوته، فلقاء الست ساعات التليفزيوني، مع حسني مبارك، إدارة عماد أديب، وإخراج شريف عرفة، فتح أمام المصريين بابا جديدا للسخرية والفكاهة، ولقاء لميس الحديدي، زوجة عمرو أديب، مع النجل فتح بابا آخر، وبدا وكأنه صار مصدرا لنحس لم تره عائلة مبارك في حياتها، ولأن وراء هذه السيناريوهات الفاشلة شركات ومصالح و بيزنس ، فمن المهم أن تدوم وتستبدل بغيرها.والنحس استمر بعد أن احتل النجل منصب الرجل الأول مكرر علي رأس الحزب الحاكم، وأدي تحويل الحزب من إدارة حكومية وأمنية، إلي شركة خاصة فاشتعلت في داخله حرب أهلية طاحنة. لم ينفعه ادعاؤه بأنه يمثل جيل المستقبل ، لأنه لم يكن إلا استمرارا لجمود وعفن شديد مستمر لربع قرن، ولم يفده الفكر الجديد ، بشيء، فلم يظهر حوله غير رؤوس فارغة من المنطق والفكر وجيوب متخمة بالثروة والمال الحرام.. ذوي جلود سميكة فاقدة للإحساس.. أحلامهم بحجم أحلام العصافير.
ومع ذلك وضعت شركات العلاقات العامة وخبراء الدعاية والتسويق سيناريو آخر، فما زال الفهم السائد لدي الصبيان والخلان هو أن العلاقات العامة والدعاية تعمل من الفسيخ شربات ، وعلينا أن نلاحظ أن أهم صفات القائمين علي أمر التوريث ، هو في تصورهم أن العيب ليس في السلعة المعروضة، غير المطلوبة أصلا، إنما العيب في الناس، بدعوي عدم قدرتهم علي استيعاب عبقريتهم. ولا علي تقدير نهبهم ولصوصيتهم. وكان المفترض، بعد هذا الكم من الاخفاقات أن يتعلموا أنهم يتعاملون مع شعب أكثره غير قابل للاستغفال، وكان الأولي بهم أن يغيروا بضاعتهم بدل تركها بائرة!!.والسيناريو النووي، وعودة التفكير في تعيين نائب للرئيس، نكأ جراحا عديدة بفعل تصريحات وأحاديث العلماء والخبراء.. فتعري عوار السياسة وانكشف تدليس المسؤولين، وبان أن مصر بنت قواعد من العلم وأعدت قوافل من العلماء، وافتضح أمر القوي التي هدمت صروح العلم وطردت العلماء، وعندما يقال لهم ان مهمتكم التصدي للنشاط النووي الإيراني، لا يجدون غير الزيف والتدليس وإطاعة الأوامر، تصورا منهم بأن ذلك يجعل قامة الرئيس الموازي تعلو بمستوي قامة أحمدي نجاد، وهم لا يعلمون أن القامات المحنية الذليلة لا تقوي علي الانتصاب، ويعلمون أنهم يكذبون. فالنشاط النووي لا يمارس للتلميع، وليس من مهمة فرد، أو عمل لجنة حزبية، وليس مجالا لـ بيزنس .
فاللعب علي وتر الأماني والتطلعات الوطنية، من حكام باعوا كل شيء، هو لعب بالنار التي تحرق أصابع مشعليها قبل غيرهم.وطبيعي أن تبدأ الضربات في الارتداد إلي نحور أصحابها. علي هيئة أسئلة، تدور كلها حول من المسؤول عن تعطيل البرنامج النووي أصلا، ومن الذي تولي تدميره وتخريبه وإلغاؤه. والتوقيت نفسه لم يكن في صالحهم، فالسيناريو يأتي في ظرف تاريخي، تقدم فيه إيران نموذج الدولة الأصلب والأكثر استقلالا، ويمثل فيه حسن نصر الله صورة البطل الشعبي للأمة بأسرها، ومن بعيد بدأ المواطن يعرف أن هناك زعامات جديدة، لم تنسه، وتذكره بدوره. فشافيز يعلن علي الملأ أنه ناصري، وقد كان ناصر مصريا عربيا مسلما.. ظهرت علي البعد نماذج جديدة وجادة تراهن علي شعوبها ولا تنسي فضل غيرها، ليست ناكرة للجميل، وفي مصر يراهن مسؤولوها علي العدو.
والأخبار تتري بأن المشروع النووي، إذا ما أنجز، سيبني بشراكة الدولة الصهيونية، وإشراف الولايات المتحدة، ورقابة الوكالة الدولية للطاقة النووية!!.مشروع قال عنه وزير الكهرباء المصري أنه يستغرق عشر سنوات، بعد الحصول علي موافقات الدول والوكالات والمنظمات الدولة المعنية. لماذا إذن هذه الضجة؟ الضجة عادة تأتي مع الإنجاز أو بعده. ويبدو أن قصة جحا مع الوالي كانت دليل الشركات والخبراء الذين ابتدعوا هذا السيناريو..
تقول القصة ان جحا ذكر لحاجب الوالي بأن حماره يجيد التحدث مثل البشر، وبلغ الأمر للوالي، فطلب من الحاجب استدعاء جحا علي الفور.. وعندما حضر جحا طلب منه الوالي أن يدخل حماره ويأمره بالكلام وإلا قطع رأسه، فرد جحا علي الفور: هذا ليس الحمار المقصود، والذي كان يتكلم هو والده، وقد نفق من أيام. وقد أخذ مني عشر سنوات لأعلمه كيف يتحدث مع الناس، وهذا الحمار مازال صغيرا وأمامه عشر سنوات ليكون علي مستوي أبيه، وسوف أحضره بعدها ليتحدث أمامكم. فتركه الوالي علي وعد باللقاء بعد عشر سنوات، وقال الحاجب لجحا وهو يودعه: أجننت ماذا فعلت؟ ما العمل عندما يكتشف الوالي أنك كذبت عليه؟ سوف يقطع رأسك؟ فرد قائلا: اسمع أيها الحاجب: لا تعلم ماذا يكون قد جري خلال السنوات العشر، وقال قولته التي صارت مثلا إما أن يكون الملك مات، أو الحمار مات، أو جحا مات .وإذا كان السيناريو النووي يعكس شبقا للسلطة والثروة، فإن المخلصين يتمنون إبعاد هذا المشروع عن مخطط التوريث وشراهة البيزنس أما من جهة
العودة لطرح تعيين نائب للرئيس فقد جاء ذلك ضمن سياق آخر، يحمل بعدين مختلفين.. بعد المناورة، وبعد الاضطرار،
وجاء، حسب أوثق المصادر، لقطع الطريق علي القوات المسلحة، بعد أن بدأ اسم الفريق سعد الدين الشاذلي، رئيس الأركان الأسبق، وبطل العبور 1973، يُطرح بين عدد من الضباط الكبار، كرئيس قادم لمصر، وكان لهذا صدي واسع، فالرجل ما زالت له شعبية بين العسكريين، وخطورته أن له شعبية بين المدنيين، خاصة ممن يرون في ذلك رد اعتبار له، وهو الذي عوقب، بدل أن يكرم، علي بطولته وموقفه الرافض لكامب ديفيد، وحكمت عليه محكمة عسكرية بالسجن ثلاث سنوات، قضاها كاملة، بتهمة إفشاء أسرار عسكرية، لمجرد أنه أصدر كتابا عن حرب اكتوبر، ذكر فيه أن الدور الأبرز في إنجاح العبور كان لسلاحي المهندسين والدفاع الجوي، فالمهندسون فتحوا ثغرات خط بارليف، وعطلوا محابس النابالم، علي الضفة الشرقية لقناة السويس، والمعد ليحولها إلي محرقة للقوات المصرية، والدفاع الجوي وفر التغطية اللازمة بشكل مكن القوات من العبور والتقدم، وكان لتداول اسم الشاذلي وقع الصدمة علي حسني مبارك، فاستشاط غضبا وطلب إعادة محاكمته، وتأديبه بطريقة أيمن نور، مع إخراج كل من بقي من جيل اكتوبر في القوات المسلحة، ووجد من ينبهه إلي خطورة النتائج،
وأمام ذلك يأتي الاضطرار بطرح إمكانية تعيين اللواء عمر سليمان، رئيس المخابرات العامة، في منصب نائب الرئيس، أولا لتحييد العسكريين، وليس من المتوقع منه أن يربك مخطط التوريث . فهو متمرس علي الطاعة وتنفيذ الأوامر، وله رصيد يزكيه لدي كل من واشنطن وتل أبيب.. متعاون مع السلطات الأمريكية، في حربها ضد الإرهاب ، وناجح في الضغط علي الفلسطينيين، ونشاطه ملموس في حصارهم وتجويعهم، وله علاقات حسنة مع السعودية ودول الخليج، وهي الدول التي تعد لتكون خط الهجوم الأول علي فلسطين (حكومة حماس) وسورية ولبنان (المقاومة وحزب الله) والسودان وإيران، وهو يتميز بالسمعة الطيبة، وإن كان ذلك لم يمنع من دفع أقاربه ورجاله إلي مواقع مؤثرة في جهاز الدولة، آخرها تعيين زوج ابنته رئيسا لهيئة الاستعلامات، وتبدو المناورة موقوتة بزوال أسبابها، وإذا ما استمرت الأسباب فقد يلعب فريق التوريث لعبته،
وكما نجح في توفير الغطاء لـ الرئيس الموازي بتعيين ثلاثة أمناء مساعدين في الحزب الحاكم.. كان هو أحدهم وأوحدهم، فإنه يمكن توفير نفس الغطاء بتعيين ثلاثة نواب للرئيس، والدستور يسمح بذلك، هـــم جمال مبارك وعمر سليمان وفتحي ســـرور أو ممـــدوح مرعي.. النيابة الفعلية تكون من نصيب النجل ، وسليمــان يلعب دوره في ضبط المؤسسة العسكرية، ويقوم سرور بتفصيل القوانين اللازمة، ويتــــولي مرعي، إذا عين، بتفصيل القوانين، ويستمر في تصفية الحساب مع القضاة المطالبين باستقلال القضاء.. لن يخرج دورهم في النهاية عن دور المحلل لزواج باطل بين الرئيس الموازي والرئاسة الفعلية. ونقول للحالمين والمخدوعين إن البيزنس والتوريث محور كل نشاط رسمي وحزبي ورئاسي وأمني وعائلي، وما دون ذلك فهو ضحك علي الذقون ولا شيء قبل ذلك أو بعده. وسنري!!.
.
..

سؤال بريء


Go to Mohamed Abdel Azim web site ... clic here


01 10 2006



Innocent Question
By Mohammad HAmmad
al-araby newspaper
Cairo
01. 10. 2006


خلاص عرفنا أن الحزب الوطنى سيرشح جمال لخلافة أبيه، وتأكد لنا أن التعديلات الدستورية التى تعد فى القصر الرئاسى فى غيبة الشعب لن تكون إلا لتكريس حكم العائلة واستمراره: بالتمديد، بالتوريث، بالذوق، بالعافية، بأى أسلوب، هذا هو هدف السلطة، وهذا هو ما تعد له، وهذه هى خطتها، وعليها أن تتحرك فى كل اتجاه، فى الداخل: لتمرير العملية بأقل خسائر ممكنة، وفى الخارج: بأخذ خاتم الموافقة الأمريكية على الموضوع، حفظنا هذه القصة، وبانت لبتها، ولم يعد تكرار الكلام فيها وحولها غير طحن بغير عجين، لا يصيبنا منه إلا دوشة الطحانين! فماذا أنتم فاعلون؟ هذا هو السؤال الذى أنتم منه تهربون، واسمحوا لى أن أخبركم أن الناس تكاد تيئس منكم، ومن أحزابكم، ومن طول بقائكم فى المعارضة بدون أى فعل مؤثر، تماما كما يئس الناس من طول بقاء الرئيس على كرسى الحكم، اليسار منكم كاليمين، كلكم بياعين كلام، تكثرون من الحديث عن مسلسل التوريث، ولا نرى لكم فعلا واحدا فى مواجهته، أو محاولة التصدى له، تعرفون ما تبيت له سلطة العائلة، ولا تفعلون غير انتظار البلوي، لا همَّ لكم غير بقاء الأحوال على ما هى عليه، رضيتم بما كتب عليكم، أو كتب لكم من أن تكونوا فى المعارضة لزوم الديكور والزينة التى إن لم تنفع فهى لن تضر! الناس يئست حتى من أولئك الذين يقولون إ نهم يحركون الشارع وينزلون إلى الجماهير، والحقيقة أنهم لا حركوا شارعا، ولا نزلوا إلى أحد، بل جمعوا أنفسهم بقضهم وقضيضهم داخل كردون أمنى صرخوا فيه هتافا، وتبادلوا خلاله الخلافات الشعارية، ورجعوا بالليل إلى النت وإلى المجموعات البريدية يشنون على بعضهم الحروب الصغيرة، وكان حريا بهم بدل أن يتظاهروا فى مواجهة مؤتمر حزبي، أن يعقدوا فى مواجهته مؤتمر الضفة الأخرى فى البلد، مؤتمر يجمع كل الرافضين لبيع مصر بالجدك لجمال حسنى مبارك، مؤتمر لكل المطالبين بتعديل دستورى ينقل البلد من حكم الفرد والعائلة إلى حكم المؤسسات والدستور.! كان يمكن أن تظهر مصر منقسمة بالفعل بين أصحاب مشروع التوريث، الذين يريدون لها أن تعود للخلف أكثر من نصف قرن، وبين أصحاب مشروع بناء مصر الديموقراطية والدولة الحديثة. ولكننا ما نزال نلعب على الإيقاع الحكومي، وما نزال ردود أفعال على مشاريع لم تعد خافية على أحد إلا المجانين والعمى الذين لا يبصرون. مصر كلها مع تعديل دستورى جوهره فتح الباب أمام انتخاب الرئيس بإرادة شعبية بدون قيد يحد من حرية هذه الإرادة وبشروط وضمانات توفر أن يكون الانتخاب حرا ومباشرا وتحت الإشراف الكامل لقضاء مستقل. ومصر كلها عدا مصلحجية الحزب الوطنى ودعاة التوريث مع عودة المادة 77 إلى وضعها الذى كانت عليه قبل تعديل أنور السادات لها قرب نهاية مدة حكمه التى انتهت ولم يقدر له أن يستفيد مما خطط له؟ لا يصح أن تبقى مصر هى الدولة التى إذا ما اعتلى الرئيس فيها سدة الحكم فلا ينزل منها إلا على جثته، أو على جثة البلد، ليبقى الرئيس وجثته يحكمان بلا انقطاع حتى يوافيه أقرب الأجلين: التوريث أو الرحيل.! ومصر كلها مع تقليص صلاحيات رئيس الجمهورية لصالح إعادة التوازن بين السلطات والصلاحيات، لأنه لا سبيل للحد من فرعنة الرئيس غير تقليص الصلاحيات الممنوحة له بالدستور الحالي، مع تقوية صلاحيات ودور مجلس الشعب، وموقع رئيس مجلس الوزراء. لن يغفر التاريخ لكل أجيال المعارضة المصرية فى أوائل القرن الواحد والعشرين أنهم تركوا مأساة التوريث تمر، ولن تحاسبنا الأجيال القادمة على أننا كنا يساريين أم إخوانا أم ناصريين ستحاسبنا على أننا لم نكن رجالا فى وقت احتاجت مصر فيه إلى الرجال. الموقف الآن بكل وضوح أن تظهر مصر الأخرى قدرتها على مواجهة الذين يريدون أن يخطفوا منها حاضرها ومستقبلها. لا يجب أن يكون هناك فيتو من أحد ضد أحد، ويجب أن تتكاتف كل الجهود وتتناسق من أجل دستور يليق بمصر، الإخوان فى المقدمة ومعهم كفاية وكل الأحزاب وكل فعاليات المجتمع المدنى من أجل برنامج من نقطة واحدة:إصلاح دستورى ديموقراطي. والبداية أن تجتمع كلمة
المعارضة بدون شروط من أحد على أحد، ولا برنامج لنا غير: إصلاح الدستور، فهل أنتم فاعلون؟
.
.

شوف النووى.... حصوه ف عين اللى ما يصلى



القدس العربى 19 10 2006


والي معركة المفاعل النووي التي تثور من حين لآخر بعد ان هدأت الي حد كبير والحديث الذي نشرته الوفد امس 18 10 2006 للخبير البترولي والاداري والكتاب طارق حجي رئيس شركة شل السابق واجراه معه زميلنا جمال ابو الفتوح واعطي بصفته خبيرا صورة قاتمة عن البترول والغاز في مصر تخالف تماما الصورة الوردية التي يرسمها النظام، قال وافزعنا بما قال: يجب ان يكون واضحا امام الرأي العام ان الصورة التي ترسمها وزارة البترول عما تبقي من احتياطياتنا هي صورة وردية تخالف الواقع فنحن دولة بترولية صغيرة وفوق كل ذلك مسنة، يعني اننا انتجنا معظم البترول الذي اكتشف والباقي من الاحتياطيات المؤكدة التي لم تنتج 3 مليارات برميل، وهناك افق لمليار او لمليار ونصف اخري يمكن ان تكتشف وهذا يجعلنا دولة سوف تنضب مواردها البترولية في اقل من 10 سنوات. وبالنسبة للغاز الطبيعي فالصورة افضل لان عمر احتياطياتنا من الغاز لا يمكن ان يتجاوز عشرين سنة وعمر الاحتياطيات معناه انك يجب ان تقلق علي الطاقة بوجه عام والمستخدمة في وسائل النقل بوجه خاص لان المشاكل التي تهز السلام الاجتماعي تتعلق عادة بوسائل النقل واستخدام المنتجات الوسيطة مثل الكيروسين والبنزين لانك تستخدم القطارات والسيارات والطائرات والافران الخاصة بانتاج الخبز وكلها مسائل استراتيجية ترتبط بتوافر هذه المنتجات الوسيطة، وكان يجب ان تبدأ مصر في انتاج الطاقة النووية منذ 15 عاما ولكنها اوقفت المشروع في الضبعه لاعتبارات سياسية وليس لاعتبارات فنية اواقتصادية او متعلقة بالسوق .
واذا رجعنا لـ صوت الامة مع كاتبها الساخر محمد الرفاعي سنجده يتناول الموضوع بسخرية موجهة ضد رئيسنا وجمال مبارك بقوله في بابه ـ يوميات مواطن مفروس ـ ووسط هذه الزفة الاعلامية النووية خرجت بعض الآراء تشكك في جدية المشروع وانه مجرد درجة في سلم الصعود الرئاسي لجمال مبارك فهو الذي انقدنا من الظلام ولمبة الجاز وتساءل البعض عن مصادر تمويل هذا المشروع الرهيب خاصة ان مصر يعني بسم الله ما شاء الله مش لاقية تاكل حتي الرئيس بتاعنا بيعايرنا انه مش عارف يأكلنا منين وان كان بعض الخبثاء قد اكد ان الحكومة عاملة جمعية في السر وهي تقبضها الاول بما انها حلفت علي المصحف تبطل سرقة وترجع المليارات المنهوبة، وما بين الجذب والشد بين المشككين في جدية المشروع والذين يهتفون بالروح بالدم.. نفديك يا نووي ظهرت الحقيقة والتي تقترب من حدود الفضيحة. فقد اعلن مجلس الشوري انشاء صندوق شعبي للتبرع لمصلحة البرنامج المصري للطاقة النووية، يعني الحكومة ما معهاش حاجة ولامؤاخذة وهاتشحت من الشعب الشحات اصلا من اجل مولانا النووي! شفتوا جدية وحلاوة المشروع وعبقرية التخطيط الحكومي، الحكومة اللي ماخلتش حيلتنا حاجة عوزانا نتبرع للنووي بتاعها، طب اتوكسوا وانكشفوا علي رحكم ولا عاوزينا مكان ندفع ثمن الدعاية للسيد جمال مبارك؟ دي اموال يتامي يا كفرة! ويبدو ان الحكومة قد وجدت ان المشروع الشحاتة ماشي في مصر حلاوة خصوصا في شهر رمضان خاصة بعد تجربتها الرائدة في الشحاتة للصرف علي المدارس والشحاتة للايتام والشحاتة لمشروع الصدقة الجارية بتاع البقرة الحلوب، فقررت ان تعمم التجربة في المشروع النووي وبدأت بالفعل تعد لحملة اعلانية ضخمة علي غرار الحملات الرمضانية الشهيرة وسوف يتم الاستعانة بالمطرب الشعبي ومنقذ الحكومة شعبان عبد الرحيم ليغني، خلي عند اهلك دم يا عبد الغفار، واتبرع للنووي الجبار، هييه. كما سترفع الحكومة شعارا قوميا هو ما تطفحش كتير يا عليوة، داحنا ورانا النووي الحليوة! وبوس النووي اح.. خلي النووي صح! كما سيتم اصدار الفتاوي التي تؤكد انه يجوز دفع اموال الزكاة للحاج زقزوق النووي وحصوة في عين اللي شاف النووي ومصلاش علي النبي .

دعاء





دعاء

Go to Mohamed Abdel Azim web site ... clic here

.
.
دعاء
دعاء ابناء الرؤساء

19 10 2006 انشده كاتب الدستور الساخر بلال فضل


اللهم انك قلت وقولك الحق انك ترث الارض ومن عليها فليس بكثير علي عظمتك ان تورثنا بلدا واحدا منها. اللهم احيي ابناءنا ما كانت حياتهم خيرا لنا وامتهم ما كانت حياتهم شرا لنا. اللهم ارنا الحكم حقا وارزقنا اتباعه.. وارنا ترك الحكم باطلا وارزقنا اجتنابه، اللهم منزل الكتاب وممطر السحاب اهزم الاحزاب وقوي المجتمع المدني واقفل علي اصابعهم ابواب رحمتك.. اللهم اجعل بأسنا علي من عارضنا ولا تجعل مصيبتنا في حكمنا واجعل السلطة اكبر همنا ومبلغ علمنا وغاية رغبتنا. واجعل قصر الرئاسة هو دارنا ولا تسلط علينا بذنوب ابائنا من لا يخافنا ولا يرحمنا. اللهم اذا صرنا الي ما صار اليه اباؤنا فاجعل لنا حظا مما صار اليه اباؤنا. اللهم انا نسألك السلطة وما قرب منها من قول او عمل ونعوذ بك من المعارضة وما قرب اليها من قول او عمل.اللهم عليك بشعوبنا.. اما الامريكان فنحن سنسلك معهم. اللهم يا من ذلت له اعناق الفراعنة وخضعت له رقاب الجبابرة اجعل لنا قانونا استثنائيا يستثنينا من كل ذلك، اللهم لا تقبض ارواحنا اليك الا بعد ان تذيقنا لذة الجلوس علي عرش الحكم.. انا نعلم انه من الصعب علينا ان ندعوك ان تستجيب دعاء ابائنا لكنــــنا نسألك باسمك الاعظم ان تستجيب لهم فقط اذا دعوك قائلين اللهم اجعله الوارث منا اللهم اجعلنا الوارث منهم انك علي كل شيء قدير
.
.
.
.
.

لبنان من الهاوية السياسية إلى الكارثة

لبنان من الهاوية السياسية إلى الكارثة الإقتصادية

لبنان

من الهاوية السياسية إلى الكارثة الإقتصادية

هل ستنقذ باريس السنيوره ؟

محمد عبد العظيم

الوزير الأول اللبنانى فؤاد السنيوره التقى الرئيس الفرنسى جاك شيراك خلال زيارته لفرنسا وقبل إنعقاد المؤتمر العربى الدولى المخصص للمساعدة الإقتصادية لبلد يجد نفسه على حافة هاوية إقتصادية بسبب أحد الأزمات السياسية الأكثر خطورة في تاريخه. هذا المؤتمر يراه الكثيرون على أنه خطة إنقاذ لإخراج لبنان من كارثة مالية مؤكده إن استمر الوضع كما هو عليه الآن وخاصة أن المعارضة وعلى رأسها حزب الله، والتى شلت بيروت الثلاثاء الماضى بحركة اإضراب، تتهم حكومة السنيوره بأنها لعبة فى أيدى واشنطن وباريس.

المؤتمريضم 36 دولة بالإضافة إلى مايقرب من 15 مؤسسة وهيئة مصرفية ويشارك فيه الرئيس الفرنسى جاك شيراك والكثير من وزراء خارجية الدول الأوروبية مثل إيطاليا وألمانيا بجوار وزيرة الخارجية الأمريكيه كوندوليزا رايس وحضور الأمين العام للأمم المتحدة بان كيمون الذى يقوم حاليا بزيارته الأولى لأوروبا.

لهذا المؤتمر أهمية خاصة إذ تشارك فيه الدول الصناعية الثمانية والبنك الدولى باإضافة إلى ممثل الإتحاد الأوروبى خافيير سولانا. مؤتمر باريس يمثل رسالة واضحة لسوريا ولإيران واللذان يتهمان بالتدخل فى شئون لبنان الداخلية. ولذلك صرح رئيس الوزراء الفرنسى فيليب دوست بلازى أن حل الأزمة اللبنانية لن يأتى بضغط أو عن طريق شل الشارع اللبنانى ودعى سوريا على أن تقبل عدم التدخل فى شئون لبنان.

هذا المؤتمر الإقتصادى ليس الأول بل هو الثانى خلال خمس سنوات ويطلق عليه الفرنسيون أسم مؤتمر باريس الثالث بسببب تأجيله نظرا للأزمة السياسية فى لبنان. يجمع هذا المؤتمر دول الخليج وأوروبا بالإضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية. تم عقد المؤتمر الأول فى عام 2002 حين وصل الإقتصاد اللبنانى إلى خط الخطر وتحسبا لأزمة إقتصاديه، منح من يطلق عليهم أصدقاء لبنان مساعدة مالية مقدارها 4.2 ملياردولارا لحكومة رئيس الوزراء رفيق الحريرى الذى تم إغتياله عام 2005. نفس السينارو هو الذى يحفز باريس اليوم على إحتضان أصدقاء لبنان من البلدان العربية الخليجية ولكن هذه المرة فى ظروف سياسية خطيرة وبلد على وشك الإنهيار. فلايزال لبنان تحت وطأة الديون التى تبلغ 41 مليار دولارا و بعيدا عن الإستقرار منذ إنسحاب القوات السورية منه منذ سنتين وصار ملغوما بالإنقسامات. علما بأن الحرب الأخيرة بين إسرائيل وحزب الله صيف العام الماضى كانت ضربة قوية إقتصاديا ووضعت لبنان على طريق المجهول سياسيا.

المساعدة الإقتصادية التى حصل عليها الوزير الأول اللبنانى فؤاد سنيوره من مؤتمر باريس تقارب 9 مليار دولارا بالإضافة إلى مساعدة وعد بها الرئيس الفرنسى جاك شيراك والتى تبلغ 500 مليون يور و ومساعدة بمبلغ مماثل وعد به ممثل السياسة الخارجية للإتحاد الأوروبى خافيير سولانا والذى وصف المؤتمر بالتاريخى قائلا إن هذه المساعدات هى رسالة واضحة ذات دلالات أوروبية تجاه لبنان. يبقى أن هذا المؤتمر الذى تحتضنه العاصمة الفرنسية رغم أنه ينكب على مسألة المساعدة الإقتصادية إلا أنه مؤتمر ذو أهمية سياسية خاصة إذ يرمى إلى إنقاذ مايمكن إنقاذه سياسيا و لذلك يرى البعض أنه مؤتمر الفرصة الأخيرة لحكومة فؤاد السنيوره.

0 commentaires

سيجولين روايال فى بحر من المفاجآت


..


Go to Mohamed Abdel Azim web site ... clic here

..



الحملة الإنتخابية فى فرنسا تضع سيجولين روايال فى بحر من المفاجآت

الحملة الإنتخابية فى فرنسا تضع

سيجولين روايال فى بحر من المفاجآت

ونيكولا ساركوزى يتقدم قليلا

محمد عبد العظيم

دخلت الحملة الإنتخابية الرئاسة الفرنسية والتى ستجرى فى نيسان/أبريل المقبل مرحلة المنافسة الثقيلة وسط إنقسامات ومفاجآت داخل الأحزاب السياسية الرئيسية. فمنذ أن إختار حزب إتحاد الحركة الشعبية اليمينى نيكولا ساركوزى مرشحا للإنتخابات الرئاسية الفرنسية منتصف كانون الثانى/يناير وصار طريق سباق قصر الإليزيه أكثر صعوبة أمام مرشحة الحزب الإشتراكى سيجولين روايال والتى كانت حتى الآن الأوفر حظا للفوز.

الشهور الثلاثة المقبلة ستكون مليئة بالصعوبات أمام سيجولين روايال فى مواجهة وزير الداخلية ومرشح الأغلبية البرلمانية الحالية. المفاجأة الأخيرة هى أن مرشحة الحزب الإشتراكى والتى كانت تتقدم على منافسها ساركوزى بدأت فى فقدان النقاط الواحدة تلو الأخرى.وخاصة بعد مفاجأة الإقتراحات الضريبية التى أعلن عنها ساركوزى. وحسب إستطلاعات الرأى الأخيرة ستأتى المرشحة اليسارية عن الحزب الإشتراكى فى المرتبة الثانية علما بأن مرشح حزب اليمين ساركوزى تم إنتخابه كمرشح عن إتحاد الحركة الشعبية منذ أسبوع فقط. فاليسارية والتى ظهرت حتى الأن فى صورة الحمل الوديع بدأت فى الهجوم ضد ذئب اليمين على صفحات الجرائد بالإضافة إلى الإذاعات والتليفزيون. إلا أن الحملة الإنتخابية فى بدايتها وبرامج كل مرشح قد تأتى بمفاجآت أخرى خلال المئة يوم القادمة التى تفصلنا عن يوم الإقتراع.

ومن المنتظر أن نتعرف وبصورة رسمية على برنامج سيجولين روايال إبتداءا من الحادى عشر من شهر شباط/فبراير علما بأن المرشحة الإشتراكية حين إلتقت السفراء العرب الأسبوع الماضى فى باريس قالت إنها تنوى فى إتباع الخط التاريخى الفرنسى الذى بدأه شارل ديجول وإتبعه فرانسوا ميتيران. ومنذ زيارتها الأراضى الفلسطينية فى تشرين الثانى/نوفمبر الماضى وهى تؤكد على تمسكها بالنظرة الأوروبية الراغبة فى حل شامل لإحلال السلام فى الشرق الأوسط.

برنامج الحزب الإشتراكى الذى ينتظره الفرنسيون مازال فى حيز الندوات حيث تتبع سيجولين روايال طريقة جديدة لحملتها الإنتخابية ترتكز على المشاركة المباشرة لمؤيديها خلال الندوات والإنترنت تحت شعار رغبة المستقبل. إختيار شعار رغبة المستقبل يملى نفسه فى ظروف إجتماعية مضطربة وظروفا إقتصادية غير مرضية وهذا ماجعل الفرنسيون يرفضون التصديق على الدستور الأوروبى فى أيار/مايو 2005. تلك الظروف التى تؤدى إلى فقدان الثقة فى الأحزاب السياسية التقليدية تجعل من مسألة الأمن فى ضواحى المدن الكبرى فى فرنسا شاغل الحملة الإنتخابية لدى حزب اليمين إذ يضع نيكولا ساركوزى مسألة الأمن فى صدارة إهتماماته فى محاولة لسحب مؤيدى الجبهة الوطنية إليه. علما بأن حزب اليمين المتطرف والذى يترأسه جان مارى لوبن يحاول ومنذ سنوات أن يربط بين مسألة المهجرين العرب والأفارقة وبين إزدياد العنف فى ضواحى المدن الفرنسية الرئيسية.

ومع شعار رغبة المستقبل يحاول الإشتراكيون فى تحسين الظروف الإقتصادية ويريد الحزب اليسارى أن يقدم للناخبين مقترحات تساعد سيجولين روايال على كسب إنتخابات الرئاسة 2007 وتفادى مايسمى بأعراض رئيس الوزراء الأسبق ليونيل جوسبان حين خاض الحزب الإشتراكى حملة آخر إنتخابات رئاسية فى 2002 مقتنعا تماما بالفوز إعتمادا على إنجازات الحكومة تحت رئاسته.ثم فوجىء الجميع بخسارة الإنتخابات.

حملة الإنتخابات 2007 والتى تشهد غياب رموز سياسية بارزة هى حملة إنتخابية لها لون خاص هنا فى فرنسا. فبالإضافة الى أنها أول إنتخابات رئاسية تضم مرشحة عن الحزب الإشتراكى بدأت تلك الحملة بانقسامات واضحة وعدم الإنسجام داخل صفوف الأحزاب السياسية الرئيسية. فبين أحزاب اليمين نجد نيكولا ساركوزى قد تم إختياره فى جو من الإمتعاض داخل حزب إتحاد الحركة الشعبية وعدم دعم الرئيس الفرنسى جاك شيراك له أو حتى رئيس الحكومة دومينيك دو فيلبان.

ويقول الكثيرون أن ساركوزى صار وحيدا وأن نصيبه فى الفوز ليس بالكبير إن إستمر حزب الوسط فى الصعود مع فرانسوا بايرو. علما بأن حزب الإتحاد من أجل الديمقراطية الفرنسية ومرشحه فرانسوا بايرو قد يقوم بالحصول على أكثر من10% والذى من شأنه أن يضعف نسبيا فرصة ساركوزى. هذا بالإضافة إلى أن إستطلاعات الرأى الأخيرة تظهر أن هناك 26% من الفرنسيين يؤيدون الأفكار التى يدافع عنها جان مارى لوبن رئيس حزب اليمين المتطرف والمعروف بمواقفه المتشددة تجاه الأجانب وخاصة المهجرون العرب جان مارى لوبن لم يحصل بعد على عدد الإمضاءات الخمسمئة اللازمة للترشيح وحين الحصول عليها قد يعيد لوبن الكرة كما حدث فى إنتخابات 2002 حينما تقدم على مرشح الحزب الإشتراكى آنذاك ليونيل جوسبان ليصل إلى المرحلة الثانية أمام جاك شيراك.

الأسابيع المقبلة سوف توضح أكثر فأكثر مواقف كل فريق وخاصة التحالفات المنتظرة بين أحزاب اليسار بما فيها البيئيين علما بأن حزب الخضر والحزب الشيوعى يمرون بانقسامات داخلية. فحزب اخضر مايزال يبحث عن مرشح وسط تلك الإنقسامات بعد أن سحب الإعلامى نيكولا هيلو ترشيحه. والشيوعيون مزالو منقسمون الى فريقين كل فريق يقف وراء مرشح. الأول يقف وراء أوليفييه بيزانسنو والثانى يدعم ترشيح مارى جورج بيفيه.

وقت التحالفات مايزال إذن بعيدا وحزب اليسار الحزب الإشتراكى الأكثر أهمية يعيش على إيقاعات الهشاشة منذ بضعة أيام حيث تواجه مرشحتة عدة صعوبات داخل معسكرها مما يجعل فريق اليسار فى حيرة من أمره. بدأت تلك الصعوبات بعد أن صرح المتحدث الرسمى لحملتها الإنتخابية أرنولد مونتبورج أنه لا عيب يشوب سيجولين رويال وليس أمامها أى معضلة للفوز بمنصب الرئاسة إلا شريك حياتها فرانسوا هولاند مما أدى إلى أن إتخذت المرشحة الإشتراكية قرارا بعزله من منصبه لمدة شهر كامل. وظهرت المرشحة وكأنها حكم فى ملعب كرة ينفخ فى صفيرة الإنذار ويوزع البطاقات الصفراء على من يرتكب الخطأ.

تصريحات المتحدث الرسمى مونتبورج أتت فى وقت حرج وخاصة أن زوج سيجولين روايال والأمين الأول للحزب الإشتراكى فرانسوا هولاند قد صرح وبدون التنسيق معها أنه ينوى رفع الضرائب على الدخل المرتفع فى حالة فوز الحزب وإختياره كرئيس للوزراء. هذا بالإضافة إلى الحديث على صفحات الجرائد عن الإنتقادات التى وجهها بعض أعضاء الحزب إلي سيجولين رويال أثناء أحد لقاءات لجنة الإنتخابات. وتحدثت الصحف الفرنسية كثيرا عن هذه الإنتقادات بعد أن ترك أحد المقربين منها هاتفه المحمول مفتوحا وتابعت حينها صحيفة لوموند ماقيل طوال فترة الإجتماع.

ولأن المعضلات يأتون تباعا فإن المرشحة الإشتراكية إضطرت على الإعلان عن ثروتها تحت وطأة الإتهامات على شبكة الانترنت. فلقد جائت مؤخرا قصة تم نشرها على مواقع الإنترنت وتم الحديث فيها عن شركة عقارية تم تأسيسها بإسم أسرة فرانسوا هولاند وسيجولين رويال للهروب من الضرائب على الثروات. كل هذا جعل من مرشحة الحزب الإشتراكى موضوعا للنقاش ويدع التساؤلات عن مايمكن أن ننتظره من مفاجآت أخرى كأول مرشحات الجمهورية الخامسة الفرنسية وأول إمرأه فى تاريخ الحزب الإشتراكى تقوم بترشيح نفسها للرئاسة.

وسوف ينسى الفرنسيون كل ذلك لأنهم ينتظرون البرامج الإنتخابية التى يعرضها كل مرشح حيث صارت البيئة الإهتمام الأول للفرنسيين تليها مكانة فرنسا فى العالم. ويرغب الفرنسيون فى ظروف إقتصادية تسمح بإعادة القوة الشرائية التى فقدتها الأسرة منذ وصول اليورو وتقوية حقوق العمال مع تحسين ظروف العمل مرورا بالحد من الهجرة وحلول لمشاكل الإسكان والأمن فى ضواحى المدن الكبرى ناهيك عن الإمتعاض الذى يظهره المجتمع الفرنسى تجاه التوجهات الأوروبية فى بروكسل وخاصة المسائل المتعلقة بالزراعة والصناعة والتجارة. فمن يجد البرنامج الملائم للحديث عن الموضوعات التى تشغل الشارع الفرنسى وإيجاد الحلول الملائمة لها سوف يحوذ على قلوب الفرنسيين.

محمد عبد العظيم

دكتوراه قي العلوم السياسيه فرتسا



سلاح الفتنة الامريكي للبنان




Go to Mohamed Abdel Azim web site ... clic here
.
.




سلاح الفتنة الامريكي للبنان
عبد الباري عطوان
In Al-Quds Al-Arabi, 26.06.2007


Read related story in English by Seymour Hersh

Seymour Hersh, lire l'articles en français



اقامت الادارة الامريكية يوم امس جسرا جويا لنقل اسلحة ومعدات عسكرية متطورة الي الجيش اللبناني، حيث حطت ثماني طائرات من طراز سي 130 العملاقة في مطار بيروت الدولي وافرغت حمولتها مباشرة الي مستودعات هذا الجيش.
هذه الخطوة الامريكية التي تعكس تدخلا مباشرا وسريعا في الأزمة اللبنانية في شقيها القديم والاحدث، لا يمكن الا ان تكون مشروع فتنة ، ودفعا باتجاه خيار المواجهة المسلحة، ابتداء من اقتحام مخيم نهر البارد، ولتمتد بعد ذلك الي باقي المخيمات الفلسطينية وربما الي حزب الله تحت ذريعة تطبيق قرار مجلس الامن الدولي رقم 1559 الذي يطالب بنزع كل سلاح غير شرعي في البلاد.
تاريخ التسليح الامريكي في المنطقة، وباقي مناطق العالم، يفيد بان الادارات الامريكية لا يمكن ان تدعم اطرافا بالعتاد العسكري المتقدم، اذا كانت هناك شبهة، ولو محدودة للغاية، بان هذا العتاد سيستخدم ضد الدولة العبرية، فلم تحصل مصر علي مساعدة عسكرية امريكية تتضمن اسلحة حديثة الا بعد توقيعها اتفاقات كامب ديفيد، والتزامها بانهاء حالة الحرب مع اسرائيل بشكل نهائي.
وعندما ترصد الولايات المتحدة اكثر من ثمانين مليون دولار لتدريب حرس الرئيس محمود عباس وتسليحه، فانها متيقنة ان هذا الحرس لا يمكن ان يستخدم اسلحته الا في مواجهة حركات المقاومة الاسلامية، و حماس علي وجه التحديد. فالمسألة مسألة وقت وتوقيت.
الادارة الامريكية فتحت مخازنها في عجالة غير متوقعة لتسليح الجيش اللبناني من اجل الدخول في مواجهة مع الفلسطينيين، وتحت شعار يوحد الغالبية الساحقة من اللبنانيين هو الثأر لكرامة الجيش المهدورة علي ايدي جماعة فتح الاسلام الاصولية القريبة من ايديولوجية تنظيم القاعدة .
فالمجموعة التي لا يزيد تعداد عناصرها عن مئتي مسلح علي اكثر تقدير، ليست قوة عظمي كما انها ليست كفؤا للجيش اللبناني مهما قيل عن ضعفه. والقضاء علي هذه المجموعة لا يحتاج الي جسر جوي امريكي بهذه الضخامة فلا بد ان هناك خطة ما غامضة لا نعرفها.
ومما يثير الريبة والشك، ان السيد فؤاد السنيورة ومعظم المسؤولين في حكومته تلعثموا عندما سئلوا قبل يومين عن ردهم علي تصريحات المتحدثين الامريكيين حول عزم حكومتهم دعم الجيش اللبناني بالاسلحة، ونفوا ان يكونوا قد طلبوا مساعدة عسكرية من اي نوع من الادارة الامريكية.
الجيش اللبناني كان حتي وقت قريب، المؤسسة الوحيدة في لبنان التي حافظت علي وحدتها وتماسكها في ظل انهيار المؤسسات الاخري وانقسام بعضها علي اسس طائفية، او بين التيارين المتنافسين علي زعامة البلد، وهناك خطة ما فيما يبدو لتوريط هذه المؤسسة في الحرب بطريقة او بأخري.
فمن اللافت ان هناك عملية تجييش للبنانيين ضد الفلسطينيين ومخيماتهم، وتجييش للفلسطينيين ضد اللبنانيين وجيشهم، ثم بعد ذلك يمكن ان تتطور عملية التجييش هذه، وبعد انهاء الحرب ضد الفلسطينيين اذا ما نجحت الخطة، الي تجييش المسيحيين ضد المسلمين، والعكس صحيح.
تركيبة الجيش اللبناني تعكس التوازنات الطائفية في البلد، فثلثه مسيحي، والثلث الثاني سني، والثالث شيعي، وقيادته مسيحية. وأي اخلال في التوازن نتيجة ضغوط امريكية سيؤدي الي تفتيته مجددا، تماما مثلما حدث في غمار الحرب الاهلية التي اندلعت في السبعينات من القرن الماضي.
قوة الجيش اللبناني لم تكن ابدا في تسليحه، وتدريبه، ومعداته العسكرية، وانما في التوافق عليه، ونجاح قيادته في ابعاده عن الصراعات والمماحكات الداخلية بين اطراف الحرب الباردة اللبنانية المندلعة منذ اغتيال الراحل رفيق الحريري. ولهذا جرت محاولات دؤوبة في الفترة الاخيرة لتعزيز قوي الامن الداخلي وجعلها جيشا موازيا.
صورة الجيش اللبناني، كجيش وطني اهتزت، وتلطخت بدماء الابرياء، الذين سقطوا ضحايا القصف العشوائي لمخيم نهر البارد، ومن المؤكد انها ستتلطخ اكثر اذا ما نجحت الضغوط الامريكية الحالية لتكرار هذا القصف، وارتكاب مجازر جديدة سواء في نهر البارد، او المخيمات الفلسطينية الاخري في لبنان وعددها 12 مخيما ابرزها مخيم عين الحلوة قرب مدينة صيدا.
لا احد يؤيد التعدي علي كبرياء الجيش اللبناني، ولكن ما هو مرفوض ان تتحول هذه الكرامة كقميص عثمان، لتوريط الجيش في حرب دموية ضد المخيمات الفلسطينية الحليف الطبيعي له ولقيادته الوطنية، خاصة ان الفلسطينيين لم يكن لهم اي خيار في وجود جماعة فتح الاسلام بين صفوفهم، وتحولوا الي ضحايا لها، يدفعون ثمنا باهظا لظاهرة لم يكونوا مطلقا مسؤولين عنها، وجاءت ثمرة افرازات ظروف لبنانية واقليمية صرفة.
دخول الادارة الامريكية بهذه القوة الي الأزمة السياسية اللبنانية، وانحيازها الصريح الي طرف في مواجهة الآخر، يوحيان بان معركة مخيم نهر البارد مفتعلة من اولها الي آخرها، وبهدف تصفية حزب الله اللبناني، كمقدمة للمواجهة الاكبر بين ايران والولايات المتحدة.
القوي السياسية الفلسطينية في لبنان، او معظمها وقعت في هذا الفخ، عندما تسرعت باعطاء تفويض للجيش اللبناني باقتحام المخيمات تحت غطاء تصفية جماعة فتح الاسلام ، وكان المثل الابرز علي هذه السذاجة الموقف المتسرع والمندفع للسيد ابو العينين ممثل حركة فتح في لبنان المؤيد لهذا الاقتحام، والذي سرعان ما تراجع عنه ولكن بعد خراب مالطة.
لا نعرف كيف ستنتهي هذه الفتنة ، ولكن ما نعرفه ان ما يتعرض له ابناء مخيم نهر البارد من ارهاب وترويع وتجويع وقتل هو ابشع انواع جرائم الحرب، وينبغي ان يحاسب جميع المسؤولين عنها بما في ذلك قادة الجيش، والسيد السنيورة نفسه الذي قدم الغطاء لهذه المجزرة، فالدم الفلسطيني ليس مباحا سفكه بالطريقة التي شاهدناها في الايام الماضية، وابناء المخيمات لا يجب ان يدفعوا ثمن المماحكات المخجلة بين اقطاب السياسة اللبنانية، فهؤلاء لم تكن لهم علاقة باغتيال السيد الحريري، والمحكمة الدولية لمحاكمة قتلته لا تهمهم من قريب او بعيد.
استخدام فزاعة التوطين لم تعد تخيف احدا، كما انها لم تعد مقبولة لإذلال الفلسطينيين ومضاعفة معاناتهم في مخيمات لبنان. فالفلسطينيون المتواجدون في سورية والاردن ودول الشتات الاخري هم خمسة اضعاف نظرائهم في لبنان، ومع ذلك لا احد يتحدث عن توطينهم في هذه البلاد، وهم غير ممنوعين من ممارسة اكثر من خمسين مهنة، ولا توجد قوات جيش ترابط علي مداخل مخيماتهم، تفتش كل سيارة داخلة او خارجة، بحثا عن كيس اسمنت او ادوات بناء.
ملف المخيمات الفلسطينية في لبنان يجب ان يعالج بطريقة انسانية بعد انتهاء هذه الأزمة، اذا قدر لها ان تنتهي، بطريقة سلمية، وان كنا نشك في ذلك، فكرة النار بدأت في الدحرجة في لبنان، وهي تكبر وتكبر وربما تحرق الكثيرين في طريقها.

vendredi 25 mai 2007

جوررج تينت في قلب العاصفة: ايامي في سي آي إيه




Go to Mohamed Abdel Azim web site ... clic here



جوررج تينت في قلب العاصفة: ايامي في سي آي إيه
In Al-Quds Al-Arabi 25 mai 2007



عرض وتقديم: ابراهيم درويش
ركزت معظم المراجعات لكتاب جورج تينت وذكرياته عن عمله في المخابرات الامريكية (سي آي إيه) في قلب العاصفة: ايامي في سي آي إيه علي محاولة جورج تينت نفي دوره في حرب العراق وانه اخبر جورج بوش ان الحالة ضد صدام حسين هي واضحة سلام دانك وهي العبارة التي تستخدم في لعبة كرة السلة، وقال ان عبارته هذه اخرجت عن سياقها. واكد ان بوش كان قد حزم امره لغزو العراق قبل هذه العبارة. والمذكرات المهمة التي لم تلق الترحيب الكبير من معلقي الصحف الامريكية تحكي عن رحلة استمرت سبعة اعوام علي رأس الوكالة وباستثناء الفصلين الاولين اللذين يتحدث فيهما تينت عن تعيينه وجهوده لاصلاح وتفعيل الوكالة فإن الفصول اللاحقة وان لم تقدم جديدا حول الحرب علي القاعدة الا انها تكشف جزءا من علاقات الوكالة مع الساسة ورجال الامن العرب، وموقف الوكالة من طالبان والتعاون الامني مع الباكستان الذي ظل اشكاليا ومحكوما بالظروف الجيوسياسية وكذلك العلاقة مع التحالف الشمالي الافغاني، والمعارضة العراقية، واجواء ما قبل الهجمات التي يقول ان المخابرات كانت تعرف بوقوعها وبقربها حتي تموز (يوليو) 2001، وكذلك علاقة الوكالة مع الملف الفلسطيني. وتحاول هذه القراءة المطولة التركيز علي هــــذه المفاصل.

جورج تينت في قلب العاصفة

في مفتتح كتابه في قلب العاصفة: ايامي في سي آي إيه يهيئ مديرها السابق جورج تينت الاجواء لكتابة مذكرات تضع النقاط علي الحروف وتبيض صفحته وتخرجه من اللوم الذي القي عليه بفعل حكاية سلام دانك ، وتقصير المخابرات المركزية في التنبؤ باحداث ايلول (سبتمبر) ومذكرات تينت لا تفصح كثيرا عن عالم الجاسوس السري بقدر ما تستعرض دوره في اعادة تشكيل سي آي إيه وبناء فاعليتها وكيف نالت وحظيت باحترام العالم العربي، واهميتها تنبع من كونها تقدم اطارا لعلاقات تينت مع صناع السياسة العربية فهو معجب بالملك حسين، العاهل الاردني، وكذلك معجب بحسني مبارك، الرئيس المصري، وعندما يتعلق الامر بالرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات فقد طور معه علاقة حب وكره. ولكن تينت الذي يحاول تبييض صفحته خلال هذه المذكرات التي تزيد صفحاتها عن الخمسمئة صفحة لم يقدم جديدا خاصة فيما يتعلق بجهود التسوية السلمية التي قادها بيل كلينتون في نهاية ولايته الثانية فيما عرف بمحادثات كامب ديفيد ووي ريفر بلانتشين ومحادثات باريس التي تبعتها، وهو هنا يتبني موقف رئيسه السابق كلينتون الذي حمل عرفات مسؤولية انهيار المفاوضات. وخلال كل هذا يعتقد تينت ان عرفات كان المشكلة، وكان العقبة الكأداء امام تسوية سلمية، ويقرر هنا مشاركته في اعداد خطة امنية لاعداد القوات الامنية الفلسطينية باعتبار ان الحل السياسي يعتمد في النهاية علي الحل الامني وهنا يشير لمحادثاته مع مسؤولي الامن الفلسطيني في القدس، جبريل الرجوب ومحمد دحلان وامين الهندي، وفي الوقت الذي يقر فيه بوجود كفاءات فلسطينية الا انه يقرر قائلا ان رجال الامن الفلسطيني والمخابرات لم يكونوا يعرفون كيف يشغلون كمبيوتر قبل ان تبدأ المخابرات المركزية برنامجها لاعداد وتأهيل الامن الفلسطيني.
اللافت للانتباه ان علاقة الاعجاب والكره بينه وبين عرفات ادت به كما يقول الي ان يلعب دورا مهما في اغلاق الابواب امام عرفات وحرمانه من السجاد الاحمر الذي كان يفرش امامه في عهد كلينتون ، ويري ان عرفات كان يريد في كل المحادثات التي اجراها معه شراء الوقت واستخدم علاقته مع امريكا من اجل ان ينال الشرعية ويؤكد قيادته وحضوره علي المستوي الدولي.
طبعا لا ينسي تينت ان يذكر بموقف بنيامين نتنياهو عندما اقترب الطرفان من توقيع اتفاق المباديء ورمي طلبه بضرورة اطلاق سراح الجاسوس جوناثان بولارد وكيف جهز الوفد الاسرائيلي حقائبه استعدادا للرحيل وانهم لن يرجعوا لاسرائيل بدون جوناثان بولارد ـ وتدخل تينت لدي كلينتون حيث قال محتجا ومحذرا ان اطلاق سراح بولارد يؤثر علي المجتمع الامني وسيفسر ان امريكا تقوم بتثمين من يتجسس علي مصالحها. واخبر تينت كلينتون ان توجهه بهذا الاتجاه يعني انه سيقدم استقالته. في النهاية لم يطلق سراح بولارد وتم التوقيع علي اتفاق المباديء، ويتحدث تينت عن مناشدة الملك حسين للطرفين من اجل انتهاز الفرصة والتوصل لتسوية ـ بعد التوقيع وكان حينها يعالج في مايو كلينيك، وبعد يوم من التوقيع تناول تينت وزوجته ستيفاني الطعام مع الملك والملكة نور، حيث قال انه، اي الملك، فخور بالدور الذي لعبه في المحادثات ويقول انه زار الملك قبل وفاته بشهر وحمل معه زيتا اوصته عليه زوجته ستيفاني احضر من كنيسة المهد في بيت لحم، للتبرك والتمني بالشفاء.
يقول تينت انه كان يشعر بحضرة الملك بحضور التاريخ والحكمة. ويتذكر اول مرة التقي فيها الملك في عمان، عندما جاء الملك بنفسه وفتح باب السيارة مرحبا وقائلا صباح الخير، سيدي ويعلق قائلا بالنسبة لولد نشأ في كوينز (حي من احياء نيويورك) فان هذا ترك انطباعا جميلا، كان تينت في الـ 42 وقد بدأ حياته العملية في رأس السلطة في سي آي إيه . لم يكن اتفاق وي ريفر بلانتشين تتويجا للسلام ولكنه اظهر ان الفلسطينيين كانوا مستعدين للتعاون والتحرك واذا اخذنا بعين الاعتبار ان المحادثات جاءت علي خلفية العمليات الانتحارية التي نفذت في داخل اسرائيل فان العمليات انخفضت في الفترة ما بين عام 1996 ـ 1999 ويؤكد ان الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي يستحقان الثناء كما يستحقه الدور الذي لعبته المخابرات الامريكية في بناء قنوات ثقة مع الفلسطينيين وجسور اتصالات بين الطرفين، ويقول ان عرفات كان يثق بالسي آي إيه لانها كانت تقوم بالضغط علي الاسرائيليين. ويعتقد ان الدور الذي لعبته المخابرات الامريكية انها قدمت للمستوي السياسي الاطار من اجل التدخل، الاوكسجين الذي تحتاجه الادارة من اجل مواصلة التنفس.
كل هذا تغير، ففي الفترة ما بين نهاية محادثات وي ويفر في تشرين الاول (اكتوبر) 1998 ونهاية ايلول (سبتمبر) 2000 انهار كل شيء عندما قام ارييل شارون بدخول الحرم في 28 ايلول (سبتمبر) 2000 مما ادي الي اندلاع الانتفاضة الثانية.

ثلاث محاولات لدفع العملية السلمية

وهنا يقول تينت انه شارك في ثلاث محاولات لتفعيل العملية السلمية، ملحمة كامب ديفيد التي بدأت في 11 تموز (يوليو) 2000 ولمدة اسبوعين متواصلين، واجتماع باريس في تشرين الاول (اكتوبر) 2000 ومؤتمر شرم الشيخ الذي انعقد في 16 -17 تشرين الاول (اكتوبر) 2000 الذي عقد برعاية الرئيس مبارك. وهنا يقول عن محادثات كامب ديفيد التي كرس لها كلينتون جهوده ان تقييمات المخابرات كانت ان ايهود باراك جاء الي القمة ونيته التوصل الي اطار اتفاق مع عرفات اما الاخير فلم تكن عنده هذه النية، لان باراك وعد عرفات بإعادة ثلاث قري قرب القدس. ويقول ان السبب الذي دفع بعرفات لحضور القمة انه لم يكن يريد احراج كلينتون، وفي غياب المرونة الاسرائيلية فانه كان يفضل الانتظار.
تينت يقول انه بعد الصورة الشهيرة التي ظهر فيها عرفات وباراك وهما يدفعان احدهما الاخر للدخول اولا مع كلينتون لم يلتقيا منذ تلك المناسبة، وهنا قالت مادلين اولبرايت ان المحادثات انهارت ودعت تينت للتدخل، حيث ذهب لمقابلة عرفات في مكان اقامته في المنتجع وذكره بالجهود التي بذلها الرئيس من اجل انجاح العملية، وعندها وافق عرفات علي الحضور لطاولة المفاوضات، ولكن الحماسة لم تعمر طويلا فقد انهارت المفاوضات لتعاود في باريس ومصر. وهنا يشير الي الدور الذي لعبه عمر سليمان، مدير المخابرات المصرية، رجل الظل خلق لهذا الدور والذي يحسن لعبه الدور ويقول ان احدا لم يقم بمثل ما قام به سليمان من اجل جمع الفلسطينيين والاسرائيليين، وعندما لا يكون هناك احد للحديث مع حماس او الاسرائيليين او اي طرف من اطراف النزاع فإن عمر كان الرجل الذي يقوم بالمخاطرة. بالنسبة لمبارك يقول انه لم يكن يعرفه كثيرا وعلاقته وان لم تكن ندية/ قريبة الا ان مبارك يمثل بالنسبة له رمزا تاريخيا وشخصية مهمة وذات مصداقية في مجال مكافحة الارهاب، ويقول انه رجل يتمتع بحكمة بالغة ومع انه رجل جدي الا ان لديه جانبا مرحا. وهنا يشير الي اجتماع حضره مع عرفات بحضور حسني مبارك الذي كان ينظر لحوار تينت مع عرفات من طرف عيينه وكأنه يقول لتينت ان هذا الرجل الذي تتحدث معه مجنون/ اخرق . ويشير تينت الي ان الثقة بعرفات كانت مشكلة، خاصة ان عرفات كان يعرف محاولات الرئيس كلينتون الذي كان يحاول كل جهده من اجل تحقيق انجاز خاصة وان فترته الرئاسية الثانية كانت تقترب من نهايتها، ومن هنا استغل عرفات هذا الوضع. ويقول ان علاقة عرفات مع امريكا منحته الشرعية وانه، اي عرفات، كان يحب ان يري سي آي إيه موجودة في المفاوضات ـ فالمخابرات الامريكية كانت بمثابة التعويذة القوية في المنطقة. ومن هنا فعرفات حقق ما اراد من الامريكيين ولم يكن راغبا في تقديم اي شيء بعدها.

عزل عرفات

يقول تينت انه عندما وصلت ادارة بوش للسلطة لم يتعامل فريق بوش بجدية مع عرفات، مقارنة مع الاهمية التي اولتها ادارة كلينتون للرئيس الفلسطيني حيث اعتبرته عنصرا رئيسيا في العملية السلمية. ومع انه كان محوريا في اغلاق الابواب امام عرفات الا انه يقول ان الادارة الجديدة اتخذت موقفا متحفظا تجاه الدور الذي يجب ان تلعبه المخابرات الامريكية في العملية السلمية، ولكن هذا لم يحل دون تقديم سي آي إيه الخطة التي صارت تعرف بخطة تينت، ويعتقد انه بحلول حزيران (يونيو) 2001 وتواصل الانتفاضة لم يعد هناك اي دور لوسيط عادل وكان الافضل والحالة هذه التراجع والحفاظ علي ما انجزته المخابرات من مؤسسات وتنسيق بين الاسرائيليين والفلسطينيين. وخلال هذه الفترة حدثت ازمة كنيسة المهد، حيث وجد خمسون مقاتلا فلسطينيا ملجأ فيها، ويقول ان الاسرائيليين طلبوا من المخابرات الامريكية التدخل، ويعلق هنا ان الفلسطينيين كانو يتمنون في سرهم أن تجر اسرائيل لمعركة تؤدي لتدمير الكنيسة او احداث اضرار لها مما سيكون له اثر ضار علي علاقتها مع العالم المسيحي. ويري ان عرفات كان عاملا مهما في انهاء الامر اذ كانت كل الخيوط تؤدي اليه ولكن مشكلة التوقيع علي اتفاق اصطدمت بمطلب اسرائيلي يدعو الي عدم خروج المسلحين باسلحتهم ولكن عرفات كان يرفض حيث يري تينت انه كان خائفا من وقوع الاسلحة في يد الاسرائيليين واكتشافهم انها اسلحة السلطة، من خلال التعرف علي ارقامها وكان الخيار الاخير هو رميها في البحر وهنا جري خلاف حول الكيفية، في النهاية حلت ازمة كنيسة المهد. بالمجمل يري تينت ان مشاركة وكالته في العملية السلمية ادت لتوطيد العلاقات مع الاسرائيليين والفلسطينيين الذين كانوا يريدون ان يحسنوا وضعهم الامني والتفاوضي. ويري ان الوضع في النهاية غير منفصل عن العاطفية والامر ليس كونك مؤيدا لاسرائيل او فلسطين، فانا كنت مع الطرفين كما يقول. وعن اثر العملية يقول ان جهود المخابرات وان ركزت علي الموضوع الفلسطيني والاسرائيلي الا ان هناك منافع حصلت عليها ـ فقد اعطت المفاوضات سي آي إيه سمعة جيدة ومصداقية في العالم العربي لاننا تعاونا باحترام وكرامة مع الفلسطينيين رغم كل هذه الجهود فان العقبة الكأداء للسلام كانت وظلت تحمل نفس الاسم: عرفات، الذي تسيد مشهد المنطقة منذ ظهوره علي غلاف مجلة التايم الامريكية عام 1968 وحتي وفاته في تشرين الثاني (نوفمبر) 2004 مع ان تينت يذكر خطأ تاريخ وفاته وانه مات في شهر كانون الاول (ديسمبر). ويظل عرفات بالنسبة للكاتب لغزا، وهو هنا ينقل عن الاسرائيليين الذي يقول عنهم انهم يعرفون عرفات اكثر من اي شخص في العالم، وينقل عن رجل استخبارات اسرائيلي قوله ان عرفات قد يكون موسي او بن غوريون وفي النهاية اجاب انه موسي لانه لن يعقد اي اتفاق ولن يتنازل عن مبادئه لانه يريد ان يقود شعبه لارض الميعاد، وارض الميعاد بالنسبة لعرفات هي القدس.
ويؤكد تينت انه من الخطأ الافتراض ان العلاقة مع عرفات كانت ودية علي الرغم من العلاقات والاتصالات التي تعود لفترة زمنية طويلة، وعن تعامله مع عرفات يقول ان الاخير كان احيانا يدفعه لحافة الجنون واحيانا اخري كان يود ان يعانقه. ويتذكر انه كان يحضر مع عرفات حفل عشاء عند بطريرك الروم الارثوذكس في بيت لحم وكان تينت حينها نائبا لمدير المخابرات وذكر عرضا انه من اصول يونانية وعندها انشرح وجه عرفات لسماع الامر وهش وبش واخذ ينثر عليه الهدايا. وفي الاعوام اللاحقة سيجد تينت انه في مواجهة دائمة مع عرفات لكن العراك وسوء الفهم لم يتحولا الي امر شخصي، وفي احيان كثيرة كان يدخل علي مكتب عرفات ويجد فيه 40 شخصا يتجادلون بصوت عال ويحركون ايديهم مما كان يذكره باليونانيين الذين عرفهم وتربي معهم في كوينز.
يصف تينت علاقته مع عرفات بقوله في الحقيقة، احب في الاسرائيليين عشقهم للحياة وما فعلوه من اجل الدفاع عن انفسهم وانشاء الدولة ومع ذلك فانا متعلق بالفلسطينيين وعرفات جزء من هذا التعلق، ولم استطع منع نفسي من عدم حبه، الصديق غالبا ما يتصرف بطريقة مضادة، خاصة عندما تكون في موقع نائب مدير المخابرات، ربما كان زواج مصلحة ولكن هذا الوصف لا يصف بدقة ما اشعر به تجاه عرفات، فعرفات المتمحور حول ذاته، الشخص الذي لا يمكن التكهن بتصرفاته، المسرح والالاعيب ، وكل ما تريد ان تفعله لتخرج عرفات عن طوره اذكر الكويتيين الذين كان مجرد ذكرهم كفيلا بتغيير ملامح عرفات واغضابه.
يقول تينت انه اثناء لقاء في مقر اقامة السفير الامريكي في فرنسا، خاطب بوغي يعلون رئيس هيئة الاركان في حينه عرفات بـ الريس وعندها انتفض الريس فجأة وقال له خاطبني بـ الجنرال ، مشيرا الي انه كان احسن جنرال في الجيش المصري، ويقول تينت معلقا لم اكن ادري انه كان جنرالا ممتازا في الجيش او اقل من جنرال، وتم هذا المشهد بحضور مادلين اولبرايت، وزيرة الخارجية.
يري تينت ان الادارة الامريكية الجديدة ارادت في البداية ان يكون ووكالته خارج اللعبة السياسية في الشرق الاوسط الا ان تفجير الملهي في تل ابيب في حزيران (يونيو) 2001 ادي لارساله للمنطقة من جديد، لدراسة ما يمكن عمله لاحياء العملية السلمية، وطالب في هذه الزيارة الاسرائيليون باتفاق جانبي، كغطاء يحميهم ان تعسرت الامور او تسربت الاخبار للاعلام وعندما رفض قال الاسرائيليون ان لا اتفاق. ولكنه قدم خطة اطلق عليها خطة عمل من اجل تنسيق التعاون بين الطرفين وتأكيد احترام اطلاق النار من كلا الطرفين وفتح الطرق والغاء الحواجز وما الي ذلك وبعد اجتماعات وافق الجانب الاسرائيلي. بعدها جاء الانتظار كما يقول للحصول علي موافقة عرفات. وبعدها ذهب للقدس واجتمع مع دحلان والرجوب وصائب عريقات وامهلهم حتي الساعة الثالثة من بعد ظهر ذلك اليوم لتلقي الجواب والا فانه سيغادر المنطقة. ولما لم يتلق اية اجابة اخذ يفكر بالعودة وعندها بدأ بتلقي الهواتف من عمان، مدير المخابرات الاردنية سعد خير ومن عمر سليمان ومن الرئيس المصري حسني مبارك وكلهم نصحوه بالذهاب لعرفات وعنده الحل، وهو ما كان موقف جبريل الرجوب واعضاء الجانب الفلسطيني، وعندها قرر الذهاب للمقاطعة، وبعد اخذ ورد وافق عرفات ولكنه طلب ان يوجه رسالة للمخابرات الامريكية وكتابة الرسالة وصياغتها اخذت وقتا طويلا وفي النهاية طبعت الرسالة ولكن بخطأ في اسم مدير الوكالة، كانت الساعة قد تجاوزت الثانية صباحا عندما احس تينت بالام بالظهر بسبب الضغط وكعادته في مكتبه انبطح علي الارض وبدخول عرفات الذي قال انه يفعل نفس الشيء عندما يشعر بالم في ظهره وانبطح هو الاخر قريبا منه. ولما نبهه مساعده ان صورة ربما التقطت لهما ونشرت في الاعلام قد تكون حدثاـ نهض ومع انه حقق اتفاقا علي الخطة ولكنها فشلت بسبب ما يقول انه مسؤولية المستوي السياسي في فلسطين واسرائيل.
كان تينت كما يقول واحدا من بين عدد من المسؤولين الامريكيين الذي كانوا اخر من التقي عرفات، حيث التقاه عام 2002 وفي ذلك الحين كان عرفات قد وضع علي الرف ، معزولا عن شعبه ومسجونا في مقر اقامته تحيط به الدبابات الاسرائيلية، وبقول انه عندما شاهده تحيط به اكياس الرمل لم يتمالك شعوره حيث قال ان هناك الكثير من الشبه بين الفلسطينيين والاسرائيليين، وان الفلسطينيين لديهم الكثير من المواهب ولكن الشيء الوحيد الذي جمع الطرفين هو الثقة بالمخابرات الامريكية. يختم تينت ذكرياته عن عرفات بقوله ان النافذة اغلقت ومضي الوقت وكان عرفات يعرف ذلك فهو لن يقود شعبه للارض الموعودة وفي الحقيقة كان لا يستطيع الخروج لباب مقاطعته، في النهاية لم يكن عرفات موســي ولم يكن بن غوريون.

يو بي ال

هو الاسم المختصر الذي تستخدمه المخابرات الامريكية للاشارة لاسامة بن لادن ويلاحظ تينت ان اسم زعيم القاعدة بدأ بالحضور في رسائل وطريق مراسلات الاستخبارات. وفي الوقت الذي يقول فيه ان الاستخبارات الامريكية كانت واعية بالخطر الاسلامي وان مدير المخابرات السابق كان يحاول بناء وحدة تتجاوز بيروقراطية الاستخبارات التي عمل علي نفضها من اجل ان تكون قادرة علي الرد، ومع ان المخابرات التي تعاملت بجدية مع موضوع بن لادن منذ استقراره في السودان الا انها لم تكن تعرف لماذا يتواجد ثري سعودي هناك في السودان الا ان ما تعرفه يقينا ان وجوده هناك لم يكن لخير وكانت تعرف انه يدعم جماعات اسلامية في مناطق متفرقة من العالم، حيث كان اسمه حاضرا في وحدة تمويل الارهاب تي اف ال التي اقيمت لرصد نشاطات وتمويل الارهابيين، لكن بن لادن لم يكن الرمز المهم في الوحدة فقد كان واحدا من بين افراد وجماعات. ويؤكد هنا قائلا ان بن لادن لم يكن في اي حال من الاحوال علي علاقة مع المخابرات الامريكية ايا كانت، مشيرا الي ان البعض اقترح ان زعيم القاعدة كانت له علاقة مع امريكا اثناء الجهاد الافغاني، وهنا يتحدث تينت بكلام قاطع لا مجال فيه للنقاش. علي العموم فان وجود بن لادن في السودان جاء كما يقول بناء علي دعوة من الزعيم الاسلامي حسن الترابي الذي دعاه الي الخرطوم من اجل المساعدة في جهود تنظيم المقاومة ضد الانفصاليين في الجنوب وبناء شبكة من الشركات التي اصبحت واجهة لنشاطات بن لادن الدولية. انشأت المخابرات وحدة خاصة اسمها وحدة اليك التي بدأت تجمع معلومات وتشكل صورة عن بن لادن ومع مرور الوقت بدأت تظهر للعيان صورة ليست عن مليونير سعودي يدعم الارهاب ولكن آلة للشر . ويعتقد جورج تينت ان وكالته كانت واعية بخطر بن لادن منذ عام 1996 حيث نقل اليها منشق عن الحركة صورة عن نشاطات القاعدة وانها ارسلت عددا من ناشطيها لمساعدة محمد فارح عيديد زعيم الحرب في الصومال وانها حاولت الحصول علي اسلحة غير تقليدية وهي في السودان، لكن المخابرات الامريكية علمت ان بن لادن اصبح عبئا علي مضيفه في السودان ومن هنا فان السؤال المطروح هو اين سيتوجه بن لادن خاصة ان السعودية سحبت الجنسية السعودية منه، والمعروف انه توجه الي افغانستان، وبعدها اخذت المخابرات تتلقي اشارات تحذيرية من افغانستان وكلها لا تبشر بخير. عن رد امريكا علي نشاطات بن لادن يقول تينت ان التقييمات الاستخباراتية المتعاقبة اكدت علي ان الطيران المدني يعتبر هدفا مغريا للارهابيين وهذا ورد في شهادة له امام الكونغرس، وتحدث في شهادة اخري عام 1998 عن الخطر الكبير الذي تمثله القاعدة علي امن المواطنين الامريكيين.
وفي عام 1998 وفي تقرير يومي تعده الاستخبارات قدم لكلينتون ان بن لادن يخطط لخطف طائرات امريكية، ويقول ان الرسائل التي تلقتها الاستخبارات في الفترة ما بين نيسان (ابريل) و 11 ايلول (سبتمبر) 2001 كلها تحدثت عن خطر القاعدة او بن لادن او كليهما.
وهنا يتذكر ما يسميه لقاء مع السعوديين الذين احبطوا محاولة تهريب عبدالرحيم الناشري مخطط عملية تدمير البارجة كول صواريخ ساغر المضادة للدبابات من اليمن عبر الحدود اليمنية مع السعودية.
يتذكر تينت ان السعوديين لم يبلغوا الامريكيين بالحادث وعندما اتصل مدير التنسيق مع الامير تركي مدير المخابرات السعودية في حينه، قال تركي انه لا يعلم بالامر واقترح عليه مساعده زيارة السعودية لكي يؤكد للسعوديين اهمية الامر وضرورة التبادل المعلوماتي في المجال الاستخباراتي، وقام بزيارة الامير نايف في المباحث العامة ويقول ان لقاءه تم معه في أحد القصور الكبيرة بحضور عدد من المسؤولين. ويقول ان الامير نايف افتتح اللقاء بالحديث عن العلاقات الخاصة علي الرغم من ان امريكا لا تريد المشاركة في المعلومات الامنية، وعندها يقول تينت ان صبره نفد ومقلدا حلقة كوميدية امريكية قام بجر كرسيه قريبا من كرسي الامير نايف وبدون ان يخرج عن حدود الادب وضع يديه علي ركبة الامير نايف قائلا له سمو الامير ماذا سيكون موقفك اذا قمت يوما باخبار واشنطن بوست بانكم حجبتم عنا معلومات كانت ستساعد في ملاحقة مجرمي القاعدة، او ربما مخططين يريدون اغتيال نائب رئيسنا؟ . ويقول انه لا يتذكر رد فعل الحضور علي موقفه ولكنه سجل الصدمة علي وجه نايف الذي كانت عيناه تحدقان في وجه تينت تارة وفي يديه علي ركبته، وبعدها أطلق سراح ركبته واكد له انه سيحضر في الاسبوع القادم ليتأكد من ان المعلومات والتعاون الامني سيتواصل. ومنذ ذلك اليوم اخذ التعاون الامني منحي جديدا ولم يكن في البداية فاعلا. وهنا يثمن الكاتب الدور الذي لعبه ولي العهد السعودي في حينه الامير عبدالله (العاهل السعودي حاليا)، كما يتحدث عن اثر ديك تشيني، نائب الرئيس الامريكي الذي كان يلجأ اليه كلما شعر انه لا يحصل علي التعاون الامني الذي يريده من السعوديين، ومكالمة من تشيني كانت كفيلة بدفعهم للتعاون.

************************

جوررج تينت في قلب العاصفة: ايامي في سي آي إيه (2)
دعم باكستان لطالبان اعاق عمليات قتل بن لادن. ومدير مخابراته احمد محمود دافع عن ملا عمر
الملك عبدالله الثاني دعا لضربة عسكرية وعرض قبل 11/9 ارسال فرق اردنية خاصة لملاحقة زعيم القاعدة
25/05/2007
عرض وتقديم: ابراهيم درويش

ركزت معظم المراجعات لكتاب جورج تينت وذكرياته عن عمله في المخابرات الامريكية (سي آي إيه) في قلب العاصفة: ايامي في سي آي إيه علي محاولة جورج تينت نفي دوره في حرب العراق وانه اخبر جورج بوش ان الحالة ضد صدام حسين هي واضحة سلام دانك وهي العبارة التي تستخدم في لعبة كرة السلة، وقال ان عبارته هذه اخرجت عن سياقها. واكد ان بوش كان قد حزم امره لغزو العراق قبل هذه العبارة. والمذكرات المهمة التي لم تلق الترحيب الكبير من معلقي الصحف الامريكية تحكي عن رحلة استمرت سبعة اعوام علي رأس الوكالة وباستثناء الفصلين الاولين اللذين يتحدث فيهما تينت عن تعيينه وجهوده لاصلاح وتفعيل الوكالة فإن الفصول اللاحقة وان لم تقدم جديدا حول الحرب علي القاعدة الا انها تكشف جزءا من علاقات الوكالة مع الساسة ورجال الامن العرب، وموقف الوكالة من طالبان والتعاون الامني مع الباكستان الذي ظل اشكاليا ومحكوما بالظروف الجيوسياسية وكذلك العلاقة مع التحالف الشمالي الافغاني، والمعارضة العراقية، واجواء ما قبل الهجمات التي يقول ان المخابرات كانت تعرف بوقوعها وبقربها حتي تموز (يوليو) 2001، وكذلك علاقة الوكالة مع الملف الفلسطيني. وتحاول هذه القراءة المطولة التركيز علي هــــذه المفاصل.

السؤال الذي يطرح في سياق دفاع تينت عن سجل المخابرات الامريكية هو لماذا لم يتم احباط الهجمات في ايلول (سبتمبر) 2001، مع ان كل الغيوم كانت تتجمع وكل الرسائل التي كانت تتلقاها المخابرات الامريكية تشير الي ان بن لادن كان يخطط لعمليات كبيرة، وأول فعل له في يوم الهجمات ان منفذيها هم من اتباع القاعدة. يخصص تينت صفحات كثيرة للحديث عن الدور الذي لعبته المخابرات الامريكية في تفكيك القاعدة وتطوير آليات لمكافحتها ولكن سي اي ايه وان اقتربت من بن لادن الا انها لم تكن قادرة علي اختراق التنظيم، ويقول انه خلال الفترة ما بين 1998 ـ 1999 كان يعمل بدأب علي البحث عن مصادر اضافية لمكافحة القاعدة. وقدم مشروعا لادارة كلينتون للحصول علي ميزانية اضافية ولم يحصل منها الا علي القليل. وينتقد عدد من السياسيين في مرحلة ما بعد 11/9 الذين اخذوا يستعرضون بطولاتهم وانهم شجعوا سي اي ايه علي الانفاق، وحتي لجنة التحقيق في الهجمات لم تفهم الوضع وانه لا تستطيع ان ترمي كل جهودك باتجاه مشكلة ما وقدراتك ليست قوية. ويقول انك لا ترمي جواسيس علي القاعدة وهم ليسوا في حوزتك ولا تطلب من مجلس الامن القومي الاشارات الاستخباراتية التي تملكها والمجلس نفسه قدراته تتداعي، وهم في حالة من الصمم غير قادرين علي رصد اي اتصال، ويري ان المخابرات الامريكية كانت في نهاية التسعينات في الفصل الحادي عشر، ولم يقم لا الكونغرس او الجهاز التنفيذي بعمل اي جهد في هذا السياق. ويضيف ان المشكلة ليست في المصادر المتوفرة له ولكن في موقف صناع السياسة الامريكية ذلك ان هؤلاء كانوا يتعاملون مع الخطر الارهابي كمشكلة لها علاقة بفرض النظام والقانون. ويري ان وزارة العدل انفقت جهودا كبيرة من اجل جمع الادلة حول كيفية محاكمة المتشددين الاسلاميين وكأن الامريكيين سيقومون بالقاء القبض عليهم بسهولة.

ضوابط كثيرة منعت من قتل بن لادن

وضمن هذا السياق اصدرت وزارة العدل عام 1998 قرارا وجهت فيه اتهامات لبن لادن لضلوعه في قتل جنود امريكيين في اليمن. وبعيدا عن الاجراءات القانونية فالمخابرات حاولت جمع معلومات عن بن لادن، فهي وان كانت قادرة علي استخدام القوة العسكرية لقتل بن لادن الا انها يجب ان تكون حذرة في استخدام قوتها من خلال حصولها علي معلومات دقيقة وموثقة قبل اتخاذ اي قرار بتصفية بن لادن، ويقول انه كان من النادر ان تتوفر لدي امريكا المعلومات الكافية والوقت اللازم من اجل التأكد منها. الطريق الاخر لتجميد بن لادن كان من خلال الطرق السرية وكل السلطات التي منحتها ادارة كلينتون كانت تقوم علي محاولة القاء القبض علي بن لادن مما يعني ان الاخير كان سيقاوم حالة القبض عليه وقد يقتل اثناء العملية، ولكن اوامر كلينتون كانت القاء القبض عليه اولا وقد تأكد هذا من خلال محادثاته مع جانيت رينو وزيرة العدل في حينه التي اكدت له ان قتل بن لادن سيعتبر مخالفا للقوانين الامريكية. ويعتقد ان العقبة في تلك الفترة هو عدم توفر الادلة الاستخباراتية القوية عن بن لادن وهرم القيادة في تنظيمه ولهذا فان اي قرار يتخذ في هذا الاتجاه سيكون بلا معني.
وهناك الكثير من الحالات التي كان يمكن فيها تصفية بن لادن لكن الوقت واتخاذ القرار كان يعني ضياع الفرصة خاصة ان بن لادن كان يتحرك بشكل مستمر. بالنسبة لاستخدام الصواريخ فانها وان كانت ناجحة في تدمير الاهداف الثابتة فان نسبة نجاحها في الوصول للاهداف المتحركة والبشرية قليلة، وسينتظر تينت انتاج الصاروخ بريديتر الذي يملك القدرة علي الوصول للاهداف بدقة مما حرر المخابرات من الاعتماد علي وسائل جمع المعلومات التقليدية خاصة من اعضاء التحالف الشمالي الافغاني. وهنا يتحدث انه في عام 1998 ظهر عدد من المحاولات لالقاء القبض علي بن لادن منها واحدة يقوم بها اعضاء في التحالف الشمالي واعتمادا علي جماعات قبلية بالدخول علي سكن بن لادن في اثناء نومه وخطفه بعد لفه في سجادة، ونقله بعيدا للصحراء واحتجازه مدة طويلة لحين وصول الامريكيين، طبعا هناك معوقات كثيرة منها تحديد مكان بن لادن بدقة ومع اي زوجة كان سيقضي ليلته، ودراسة امكانية وقوع ضحايا وقتل نسائه ومن هنا يري ان امكانية نجاح الخطة لها حظ لا يتجاوز الـ 40 بالمئة. فكرة اخري هي تكليف رجال التحالف الشمالي بالهجوم علي مسكن بن لادن بالاسلحة وان اصبح مقبولا بعد الهجمات الا انه قبلها كانت تعترضه الكثير من العقبات، ففكرة اقتله واترك الباقي علي الله لم تكن مقبولة. ومن بين الذين كانوا يرون ضرورة قتل بن لادن بهذه الطريقة مدير وحدة اليك التي تتخصص في تحليل كل المعلومات عن بن لادن، ولكن الطاقم القيادي في المخابرات وكلهم ضباط لهم تجربة طويلة رفضوا الفكرة. بالنسبة لاعتماد المخابرات علي رجال القبائل الافغانية كان هناك تحفظ اخرـ فمن ناحية كانت قدرتهم علي الحصول علي معلومات امنية عن بن لادن وتحركاته جيدة الا ان تينت كان يتحفظ علي قدراتهم التنفيذية والعملياتية. ويقول انه في آب (اغسطس) قرر ان يشطب خطة الهجوم علي مزرعة تارناك وهي واحدة من مقرات بن لادن، مع ان هجمات شرق افريقيا حدثت في نيروبي ودار السلام ويقول هنا انه حتي لو تم تنفيذ العملية التي كانت مقررة في شهر حزيران (يونيو ) فان هذا لم يكن ليمنع العمليات من حدوث هجمات شرق افريقيا. يعترف الكاتب هنا ان الاستخبارات الامريكية لم تكن تعاني من قلة في المعلومات والتقارير عن الاماكن التي تواجد فيها بن لادن ولكن المعلومات التي تشير الي اين سيكون والمكان الذي سيتواجد فيه.

ملاحقة الشبكة الدولية للقاعدة

بعد هجمات شرق افريقيا وفي اجتماع مغلق مع مسؤولي مجلس الامن القومي اتخذ قرار ليس بملاحقة بن لادن في افغانستان ولكن مؤسساته الدولية ومن هنا جاءت تسوية مصنع الشفا في الخرطوم، وتدمير معسكرات للقاعدة في خوست، وفي الاخيرة كان بن لادن قد قرر في اللحظة الاخيرة مغادرة المعسكر اما بالنسبة للمصنع فمع انه يردد هنا ما سبق وتحدثت عنه الادارة من ان عينات اخذت من تراب المصنع اظهرت نشاطات بيولوجية وكيماوية وفي اقل من ثلاثة اسطر، يقول انه في وقت لاحق طرحت اسئلة حول علاقة المصنع ببن لادن وان نقاشا دار في المجتمع الامني حول مصداقية التحليلات وهو هنا يتجاوز الحديث للقول انه مما لا شك فيه أن نجاة بن لادن من القصف علي خوست عززت مكانته ودفعته للتخطيط لعمليات كبيرة. بعد الهجمات علي خوست كتب تينت رسالة الي الرئيس كلينتون يطلب فيها دعما اضافيا لمواجهة اعداء امريكا وطلب ملياري دولار الا انه كما هو الحال في واشنطن لم يحصل الا علي جزء مما طلبه. كما طلب من كوفير بلاك مسؤول مكافحة الارهاب وضع خطة من اجل مكافحة بن لادن والقاعدة الخطة كما صارت تعرف، واعترفت ان اهم اولويات سي اي ايه هي الحصول علي معلومات عن بن لادن واختراق تنظيمه، ومن هنا تم وضع برنامج من اجل اعداد ضباط مدربين ويعرفون لغات عربية وفارسية واوردو. ومن خلال هذه الخطة يقول تينت ان بلاك وفريقه كانوا قادرين علي ايقاف العديد من الهجمات، وفي 3 كانون الاول (ديسمبر) 1998 قام بكتابة مسودة مذكرة بعنوان نحن في حالة حرب ، وطلب فيها من موظفيه ان لا يوفروا اي جهد في ملاحقة القاعدة. ويشير الي ما ورد في تقرير لجنة التحقيق حيث قالت ان تينت اعلن الحرب علي القاعدة الا ان احدا لم يخرج اليها، اي لم يتم اتخاذ اية اجراءات. ولكنه يعترض علي هذا بقوله ان سي اي ايه لم تكن تستهدف فقط بن لادن ولكن حركة لها وجود في اكثر من 60 شخصا، ومن هنا تم تعزيز علاقة سي اي ايه مع عدد من دوائر المخابرات الاجنبية كما تم تحديد تسع مناطق ساخنة تنشط فيها القاعدة. تم التعاون مع تسع مجموعات قبلية في افغانستان وتم زرع 100 مخبر داخل افغانستان، كما تم توسيع التغطية المفتوحة لمواجهة القاعدة من خلال الاعلام والاذاعات. كما واصل تحذيراته من خطر القاعدة طوال عام 1999. وخلال هذه الفترة تلقي رسالة من ان بن لادن كان موجودا في جنوب افغانستان مع عدد من الشيوخ الاماراتيين، ويقول ان هناك عددا من محللي محطة اليك كانوا يعتقدون انه من المناسب محاولة ضرب بن لادن، وناقشوا انه اذا كان عدد من الامراء العرب سيقتلون في هذه المحاولة فانه الثمن الذي سيدفعونه لانهم كانوا في معية بن لادن، لكن قبل اتخاذ القرار كان بن لادن وصحبته قد غادروا المكان. مع مراقبة تحركات بن لادن كانت هناك عدة عمليات تديرها المخابرات حول العالم منها لقاء مثير للريبة عقد في العاصمة الماليزية كوالمبور ستكون له اهمية خاصة، ويلاحظ انه في نهاية عام 1999 بدأت تظهر ملامح استراتيجية القاعدة وهي استهدافها الاهداف اللينة كما حدث في الاردن ولكن لم يمنع هذا القاعدة من توجيه ضربة قوية للامريكيين بضرب المدمرة كول في تشرين الاول (اكتوبر) 2000. وهنا يشير مرة اخري الي ملاحظات لجنة التحقيق من ان امريكا لم ترد بسرعة علي الهجمات معللا ان السبب له علاقة بالاجواء الانتخابية وان اي ادارة تحضر نفسها للرحيل لن تقوم بحملة عسكرية في وقت تحضر فيه البلاد لانتخابات وتعيش مرحلة انتقالية.

ادارة جديدة ومشكلة قديمة

وبعد رحيل ادارة كلينتون ومجيء ادارة جديدة كان علي المشاكل القديمة الانتظار. ويقول في هذا الاتجاه ان الفريق الجديد في ادارة بوش، خاصة مجلس الامن القومي، كوندوليزا رايس وستيفن هادلي فهموا طبيعة الخطر الذي تمثله القاعدة، ولكن ما كان يشغل بال تينت هو منصبه فمع وصول ادارة جديدة كانت هناك امكانية لاستبداله وحضر نفسه لهذا السيناريو، ويقول هنا انه في فترة التسعينات لم يكن معنيا فيما اذا ظل في منصبه ام لا كنائب لمدير الاستخبارات، ولكنه في بداية عهد بوش كان يريد البقاء لان هناك الكثير من العمل الذي لم ينته منه. ويقول ان احد اصدقائه النواب نصحه انه اذا منح فرصة البقاء فعليه العمل لمدة عام وبعدها يقدم استقالته وفي هذه الحالة يكون عمل مع ادارتين. وفي نفس الوقت كانت هناك تكهنات بتعيين دونالد رامسفيلد كمدير للمخابرات الا ان التكهنات الصحافية لم تصدق حيث عين رامسفيلد وزيرا للدفاع، وكان قرار بوش في النهاية الاحتفاظ بتينت لمدة عام ، او هكذا فهم حيث قال له لماذا لا نترك الامور تسير كما هي لفترة وبعدها نقرر حيث فهم انه تحت تجربة، يلاحظ تينت ان اسلوب بوش يختلف عن اسلوب كلينتون ففي الوقت الذي تجنب فيه تينت ان يكون في كل صباح مع التقرير الامني اليومي خشية ان يقال انه يحاول الاحتفاظ بوظيفته الا ان بوش اصر علي ان يكون تينت هو من يقدم له التقرير اليومي، كما يلاحظ ان ديك تشيني نائب الرئيس يختلف عن آل غور من ناحية ان الاخير لديه موقف تقليدي ويعرف كثيرا عن عمل الاستخبارات. وعن كوندوليزا رايس يقول انها تختلف عن ساندي بيرغر من ناحية ان الاخير كان لا يتحرج من الانخراط في الامور اما رايس فهي علي صرامتها وذكائها كانت بعيدة عن روح العمل، عموما بدأ فريق بوش العمل متأخرا بسبب المشاكل الانتخابية ولكن تظل مشكلة الارهاب صعبة، فهي لا تتعلق فقط بملاحقة الاشرار ولكنها عن التعاون وقرار داخل الادارة، ويضرب هنا مثالا بموضوع الباكستان، فالاعتقاد السائد كان انه بدون مساعدة الباكستان من الصعب مواجهة القاعدة. ويري ان الباكستانيين كانوا يعرفون اكثر مما يطلعون الامريكيين عليه.

مشكلة اسمها الباكستان

ويري ان موقف الباكستانيين لم يكن متعاونا في ملاحقة وقتل اتباع القاعدة ويعتقد ان هذا الموقف له علاقة باهتمامات جيوسياسية، فاسلام اباد كانت خائفة من اندلاع حرب علي جبهتين، مع الهند وقيام طالبان تصدير نموذجها للباكستان. ويقول ان حسن النية والتعاون مع الباكستان الذي نما اثناء الاحتلال السوفييتي لافغانستان خلال عقد التسعينات تبخر، خاصة ان القيادة الباكستانية شعرت ان امريكا تركتهم ودعمت الهند خاصة عندما قامت بفرض الحصار عليها علي خلفية تجاربها النووية ـ ومن هنا فالعلاقات والتعاون العسكري المتبادل بين البلدين تراجع وعليه فقد اثر هذا علي التعاون الامني، كما ان ادارة بوش ورثت مشاكل الباكستان من ادارة كلينتون وعليه وبسبب توترات الموقف داخل الادارة فان سي اي ايه لم تكن قادرة علي الحصول علي الضوء الاخضر لكي تدعم مجموعة احمد شاه مسعود. وحتي داخل مؤسسته يلاحظ تينت ان نقاشا وخلافا داخلها حول كيفية التعامل مع الباكستان وافغانستان والقاعدة. فالامر في النهاية لا يتعلق بقتل بن لادن وقادته ولكن تدمير الملجأ الامن له. وبالنسبة للباكستان فان الموقف كان مختلفا فالتحالف الشمالي تم دعمه من قبل اعدائها، الهند وروسيا، ومن هنا فان تحالف واشنطن مع احمد شاه مسعود كان سيضع امريكا في صف الاشرار. ويشير هنا الي مدير المخابرات الباكستانية احمد محمود الذي كان تجسيدا للمشكلة، وكان موجودا في واشنطن عندما حدثت التفجيرات في نيويورك وواشنطن وفي حديث معه قبل الهجمات بيومين، قال انه اخبره بضرورة التعاون معهم لملاحقة القاعدة ولكن المسؤول الباكستاني اخذ يدافع عن ملا محمد عمر زعيم طالبان، واكد محمود ان ملا عمر رجل لا يرغب الا الخير لبلاده افغانستان، وكان رد المخابرات الامريكية هذا جيدا ولكنه اي ملا عمر يقوم بمنح الملجأ الآمن لبن لادن، ويري ان دفاعه عن ملا عمر كان متوقعا من محمود، ويتذكر ان محمود كتب رسالة موزونة بعد ضرب المدمرة كول عام 2000 قبالة الساحل اليمني معزيا بقتلي الجيش الامريكي دون ان يقدم اي عون لملاحقة من خططوا للعملية من افغانستان. ويعتقد ان محمود كان صورة عن سيده برويز، وقد لعب محمود دورا من اجل ان يصل مشرف للحكم عندما قام بتأمين الدعم له داخل صفوف الجيش الباكستاني، ومع ان الكثيرين توقعوا تغيرا في الاستراتيجية تجاه طالبان الا ان شيئا لم يحدث خاصة ان العرب في افغانستان تمأسسوا وصاروا ملاك عقارات، وفي الايام الاولي من وجوده في واشنطن اقترح محمود امكانية رشوة عدد من قادة طالبان ودفعهم لتسليم بن لادن طبعا هذا الوضع تغير بعد الهجمات وسيكون محمود اول ضحاياها عندما اجبر مشرف علي تغيير موقفه وقرر سحب دعم الباكستان عن طالبان مما يعني التخلص من اهم المدافعين عن الحركة. ويعتقد تينت ان مؤسسته كانت تتعامل مع الخطر الارهابي كحاجة ملحة. في بداية عام 2001 زار مجلس الامن القومي واجتمع مع رايس وهادلي وقدم لهما قائمة بمطالب سي اي ايه التي تتضمن توسيعا لصلاحياتها من اجل ملاحقة القاعدة واخبرهما انه قبل الجواب علي المطالب علي الادارة تقرير ما تريد عمله وتقديم سياسة واضحة. ويعتقد انه خلال لقاءاته الخاصة مع مسؤولي مجلس الامن القومي الاسبوعية لاحظ ان موضوع القاعدة والارهاب كان علي رأس الموضوعات التي نوقشت في هذه، وقامت رايس بمتابعة وترؤس اللقاءات التي اشارت الي مخاطر القاعدة والاشارات التي اظهرت ان القاعدة ناشطة للتخطيط لعمليات خاصة ابو زبيدة، وهنا يقول ان بعض المصادر حاولت التقليل من اهمية هذا القائد عندما القي القبض عليه في اذار (مارس) 2002 وقالت عنه انه لاعب ثانوي في تنظيم القاعدة، ويقول اؤمن لهذا اليوم ان ابو زبيدة كان لاعبا مهما ومخططا لعدد كبير من العمليات، وقبل الهجمات ظلت المعلومات تتواصل عن مخططات وعمليات في الاردن واليمن، وعن حركة ناشطين يخططون لاستهداف مصالح امريكا في دول عربية.ويضيف انه مع حلول صيف عام 2001 تكاثفت الجهود من اجل تفكيك خلايا تابعة للقاعدة، وكل الاشارات كانت تتحدث عن عملية قريبة وكبيرة يخطط لها بن لادن، وجاءت الاشارات من كل مكان حتي من ابو الخطاب احد قادة المجاهدين العرب في الشيشان الذي وعد اتباعه باخبار عظيمة. وصارت اخبار الهجمات معروفة في كل انحاء العالم العربي، كما ان المخابرات المصرية نقلت للامريكيين ان ناشطي القاعدة من الجماعة الاسلامية في جنوب شرق اسيا يخططون لهجمات ضد المصالح الامريكية واسرائيل من اجل الضغط لاطلاق سراح الشيخ عمرعبدالرحمن، الشيخ الضرير المسجون في امريكا، كما ان الاستخبارات الاوروبية حذرت من مخاطر قوية وحقيقية قادمة من الباكستان وافغانستان.

عرض من الملك عبدالله الثاني

في 24 تموز (يوليو) تلقي تينت رسالة شفوية من العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني، تقول ان حل مشكلة القاعدة وبنيتها التحتية في افغانستان لن تتم بدون توجيه ضربة قاسية للحركة. ومن اجل المساعدة في الامر عرض الملك عبدالله ارسال فرقتين من الفرق الخاصة للذهاب الي افغانستان ان اقتضي الامر. ويري تينت ان العرض كان رائعا ولكن يجب ان يكون جزءا من استراتيجية موسعة اذا اريد لها النجاح.
كل هذه الاشارات كانت تتحدث عن عمليات لكن لا احد يعرف توقيتها يقول تينت ان احد المخبرين في 10/9/ 2001 ذهب لاخبار مسؤوله في دولة عربية محذرا من ان امرا عظيما سيحدث لكن مسؤوله لم يصدقه، ويعلق تينت قائلا لو عرفنا بالامر لتعاملنا مع الخبر كما تعاملنا مع شائعات واخبار ظلت تتدفق كل الصيف. بعد 24 ساعة حدث ما لم يفكر به احد بالنسبة لنا لم يكن غير متوقع، لم نكن نفكر بأي شيء آخرِ ولكن عملية بن لادن الكبري.
في صباح 11/9 كان تينت يلتقي بسناتور سابق هو ديفيد بورين، ساعده عام 1987 واختاره للعمل مع لجنة في الكونغرس لها علاقة بالامر. في ذلك اليوم الذي غير كل شيء كان تينت قد قام بتذكر بعض الذكريات مع صديقه وكان مرتاحا لانه لن يكون في البيت الابيض كي يقدم التقرير الامني اليومي للرئيس، عندما حضر مسؤول حراسته الامني ليخبره ان طائرة ضربت البرج الجنوبي من مركز التجارة العالمي، ويتذكر تينت هنا كيف ان بورين قد ذكر في اثناء رد الفعل الاولي علي الحادث ان كان زكريا موسوي جزءا من هذا الحادث. يرسم تينت الجو العاطفي ورحلته من الفندق الي مقر سي ايه التي يقول انها اطول 12 دقيقة في حياته وعمليات اخراج العاملين من مقر الاستخبارات لمقر مؤقت تحسبا لهجوم ولكن كوفبر بلاك اكد ان فريقه يجب ان يبقي في مكانه/ الطابق السادس حتي يظل قريبا من اجهزة الاتصالات. لم يكن تينت يشك للحظة ان طرفا اخر غير القاعدة هو الذي يقف وراء الهجمات. ويري ان الهجمات اطلقت كل المحرمات السابقة وانه تم نزع القفازات من اجل تدمير القاعدة وحلفائها ويقول ان اهم ما نجم عن هذه الهجمات هو انقلاب مشرف وقراره دعم الحملة علي الارهاب التي اعلن عنها الرئيس بوش واصبحت تعرف بعقيدة بوش. انقلاب مشرف علي القاعدة كان يعني التخلص من احد اهم حلفائه احمد محمود، مدير المخابرات الباكستانية، الذي يقول انه كان في واشنطن وقت الهجمات، حيث كان في لقاء مع النائب بورتر غوس وبعدها استدعي من قبل الخارجية، حيث قابل مع مليحة لودي، سفيرة الباكستان في واشنطن ريتشارد ارميتاج الذي كان واضحا في تهديده، اما معنا او ضدنا وهو جوهر خطاب بوش الذي دعا اركان حربه الي تخيير الانظمة اما التعاون او تكون في صف العدو، ويشك تينت ان كان ارميتاج قد هدد احمد محمود بأنه سيعيد الباكستان للعصر الحجري ان لم تتخل عن طالبان، وهو ما اورده مشرف في مذكراته علي خط النار حيث جاء التهديد في مكالمة هاتفية. كان في واشنطن مدير الاستخبارات الجزائرية محمد مدين كما حضر الي مقر الاستخبارات، مسؤولو الاستخبارات البريطانية الذين وصلوا الي واشنطن علي الرغم من الحظر الذي فرض علي حركة الطيران في المطارات.
يري تينت ان خطاب بوش في مساء يوم الحادث الذي قال فيه انه امر باستخدام كل الوسائل المتوفرة لدي سلطات الامن القومي والاستخبارات لملاحقة واحضار الذين ارتكبوا هذه الجرائم للعدالة، واكد ان امريكا لن تفرق بين من ارتكب هذه الهجمات ومن ساعد ومنح مرتكبيها الملجأ الامن، ويعني هذا ان الضوابط السابقة والمحظورة قد رفعت ويقول ان سي اي ايه كان لديها خططها التي وضعت علي الرف لملاحقة القاعدة وحلفائها طالبان، مما يعني ان ايام بن لادن وطالبان اصبحت معدودة. ومن الان ستكون مهمة التخلص من طالبان والقاعدة عملية خاصة بـ سي اي ايه
ولا ينسي تينت ان يذكر ويقارن بين ما تعرضت له امريكا في ذلك اليوم وما واجهته اسرائيل من هجمات حيث كتب لافي ديختر مدير شين بيت في حينه قائلا في ذلك اليوم 11/9 كلنا اصبحنا اسرائيليين في ذلك اليوم
.



jeudi 24 mai 2007

إنهاء الاحتلال ضروري.. وإلا سنخسر العراق وأميركا





Go to Mohamed Abdel Azim web site ... clic here

إنهاء الاحتلال ضروري.. وإلا سنخسر العراق وأميركا

ضحكت أولا. ثم اضطررت للبكاء. فقد شاركت في حفل تخرج هذا العام من معهد رنسلاير بوليتكنيك، وهو واحد من اعظم مؤسسات التعليم الاميركية في مجالي العلوم والهندسة، ولذا جلست في الصف الاول اثناء توزيع الشهادات على الخريجين وكلهم طلاب دكتوراه. وقرأ المذيع اسماء الخريجين واحدا بعد الاخر وحصل كل منهم على شهادة الدكتوراه ـ في البايوتكنولوجي وفي الكومبيوتر والفيزياء والهندسة ـ من رئيسة المعهد شيرلي آن جاكسون.

وسبب ضحكي هو انه يبدو ان كل الخريجين الجدد في رنسلاير ولدوا خارج البلاد. ولفترة ظلت الاسماء الاجنبية تتردد ـ هونغ لو زو زي تاو يوان فو تانغ ـ لدرجة اني اعتقدت ان جميع الخريجين في الفيزياء من الصينيين، حتى انقذ «بول شين مورو» الموقف. كانت صورة كاريكاتورية لما وصفته شيرلي جاكسون نفسها بقولها «ازمة حقيقية» في تعليم العلوم في هذه البلاد بحيث لا يمكنك الا الضحك.

رجاء لا تفهموني خطأ. انا فخور باستمرار بلادي في بناء الجامعات ونشر ثقافة التعليم التي تجذب افضل الطلاب في العالم. وشكواي ـ وسبب رغبتي في البكاء ايضا ـ هي عدم وجود موظف من ادارة الهجرة والتجنيس يقف الى جوار شيرلي جاكسون يضيف البطاقة الخضراء لكل دكتوراه حصل عليها شخص ولد في الخارج. اريد منهم كلهم البقاء، وان يصبحوا اميركيين ويجرون ابحاثهم واختراعاتهم هنا. اذا لم نتمكن من تعليم ما يكفي من اولادنا للمنافسة على هذا المستوى، فمن الافضل التأكد من امكانية استيراد شخص اخر، وإلا فلن نتمكن من الحفاظ على مستوى معيشتنا.

انه لغباء مطلق الا يوافق الكونغرس على فتح حدودنا لجذب والاحتفاظ بأفضل العقول البشرية في عصر يتزايد فيه حصول الجميع على وسائل الابداع والفارق الوحيد هو المواهب البشرية. انا في غاية الجدية. اعتقد ان أي طالب اجنبي يحصل على الدكتوراه في بلادنا ـ في أي موضوع ـ يجب ان تعرض عليه الجنسية. إن فكرة أن نجعل من الصعب عليهم البقاء هنا هو امر جنوني.

ويناشد COMPETE AMERICA وهو تحالف لشركات التكنولوجيا، الكونغرس زيادة عدد ما يعرف باسم تأشيرات H-1B المتوفرة للشركات التي تريد احضار عمالة اجنبية ماهرة وعدد البطاقات الخضراء المقدمة للعمال الاجانب في مجال التقنية المتقدمة الذين يريدون البقاء هنا. قدموا لهم كل ما يريدونه وشركتنا لا تحتاجهم الآن فقط، لعدم تدريبنا ما يكفي من المهندسين، ولكنهم سيؤسسون، مع مرور الوقت المزيد من الشركات ويخلقون المزيد من الوظائف الجيدة اكثر من الحلول محل موظفين مستقرين. ووادي السيلكون دليل حي على ذلك. وهو المكان الذي ستوجد فيه افضل الوظائف.

لا يمكننا الاستمرار في الحماقة بخصوص هذه الاشياء. لا يمكن وجود عالم يسيطر فيه الطلاب الاجانب على كليات العلوم لدينا وعلى معامل الابحاث وعلى النشرات العلمية ويمكنهم العودة الان، بطريقة اسهل مما سبق، الى بلادهم وتأسيس شركات ـ بدون التأثير في النهاية على مستوى معيشتنا ـ ولا سيما عندما نتراجع في مجال انتشار انترنت النطاق العريض بالنسبة للفرد. فقد تراجعت اميركا من المركز الرابع في العالم عام 2001 الى المركز الخامس عشر اليوم.

وأحيي كلا من اندرو راسيج ومكين سيفري، مؤسسي منبر الديمقراطية الخاصة. فهما يحاولان جعل ذلك قضية في الانتخابات الرئاسية عن طريق خلق حركة للمطالبة بتركيز المرشحين على ضعفنا في مجال التكنولوجية الرقمية www.techpresident.com) ) ويؤكد راسيج، الذي تقدم للترشيح، ولم ينجح، لمنصب المحامي العام لمدينة نيويورك عام 2005 ضرورة نشر الانترنت اللاسلكي في كل مكان، ان «نصف اميركا فقط ينتشر فيها النطاق العريض للانترنت». ونحتاج للانتقال من مرحلة «عدم ترك أي طفل» الى «كل طفل متصل» (بالانترنت).

وفيما يلي الحقيقة المحزنة: لقد امتصت هجمات 11 سبتمبر وحرب العراق الفاشلة امتصتا كل الاوكسجين تقريبا في هذا البلد ـ الاوكسجين الذي نحتاجه لنناقش وبجدية التعليم والرعاية الصحية وتغير المناخ والتنافسية، كما لاحظ غاريت غراف المحرر في مجلة Washingtonian ومؤلف كتاب «الحملة الاولى» الذي يصدر قريبا ويتعامل مع هذه النظرية. ويشير غراف الى ان معظم حكام الولايات يتحدثون الان عن هذه القضايا ولكن لا يوجد الكثير ممن يمكنهم القيام به بدون تركيز واشنطن وقيادتها. وهو الامر الذي يدفعنا الى ضرورة انهاء احتلالنا للعراق بأسرع الطرق وأقلها سوء ـ وإلا سنخسر العراق وأميركا. اننا نقترب من هذا الخيار.

* خدمة «نيويورك تايمز»

توماس فريدمان