dimanche 27 mai 2007

الطاقة النووية ومنصب نائب الرئيس المناورة


.
Go to Mohamed Abdel Azim web site ... clic here
.


قرات لك


الطاقة النووية ومنصب نائب الرئيس المناورة والاضطرار

محمد عبدالحكم دياب
القدس العربى
2006/10/07

حارت شركات العلاقات العامة وخبراء التسويق والترويج مع جمال مبارك، فكلما ابتدعوا له طريقه تروجه وتبيعه للمصريين ساء حاله وزادت من رفضهم له. وعندما قدّم مع والده في قالب جديد (نيو لوك)، تحول إلي فُرْجَة ، أقرب إلي تماثيل الشمع منها إلي بشر من لحم ودم، والأذي الذي أصاب الوالد، في حملته الانتخابية، من جراء المشهد المسرحي والمفتعل لواحد من رجال الأمن المحالين للتقاعد، الذي ألبسوه زيا ريفيا، ونصبوا له كوخا من البوص، يسميه المصريون خُصْ ، ليظهر في طريق المرشح الرئاسي بالصدفة !!، وهو يتجول بمحافظة المنيا، فيدعوه لشرب الشاي علي الزراعية ، إظهارا للبساطة والالتحام بالشعب!!.. هذا الأذي لم يمنعهم من تصميم مشهد آخر أكثر سوءا.. اختاروا له منازل ريفية، بقايا قرية الحوتية بمنطقة العجوزة، من القري التي بني عليها حي المهندسين الراقي.. محاصرة بعمارات ومبان حديثة.
. أعادوا إلي الذهن مشهد الريفي المزيف، والخُص الذي تم هدمه فور مغادرة حسني مبارك للمكان. وزاد علي ذلك الرعب الذي سيطر علي أهل الحي، بسبب جحافل الأمن المركزي والشرطة السرية، التي استولت عليه وعزلته. وإذا أردت أن تعرف وحشية الدولة البوليسية ما عليك إلا أن تقترب من الفقراء وأبناء الريف وسكان العشوائيات والأحياء الشعبية.. حياة كثير من هؤلاء مستباحة لرجال شرطة يختزنون في صدورهم غلا وسادية تفوق التصور. وحتي إذا ما كان هناك مبرر، من وجهة نظر هذه الدولة، للتنكيل بالمثقفين والمعارضين، لرفضهم التوريث وحكم العائلة، فهؤلاء المساكين، الضعفاء، قليلو الحيلة، المستحقون للعون، ليس لهم في العير ولا في النفير، ينكل بهم لمجرد التنكيل ذاته، فتحول كثير منهم إلي مخلوقات أشبه بحيوانات السيرك المذعورة من سوط المروض، أو بقرود النشالين والمتسولين، التي ترعبها عصا القرداتي، فتقلد عجين الفلاحة ونوم العازب ، تؤدي ذلك بشكل آلي، صنعه هذا التنكيل الممزوج بنظرية بافلوف، في الفعل المنعكس الشرطي ، واستغلالها في ترويض الإنسان ومسخه بدلا من تدريب الحيوان ورفع مهاراته!!.هذا المناخ أضاع الجهود وأفشل السيناريوهات، فما حدث للمصريين لا يصلحه قالب جديد (نيو لوك)، ولا جهود كل شركات الدعاية والتسويق والترويج المحلية والعالمية مجتمعة، فـ العطار لا يصلح ما أفسده الدهر .
. أخفقت شركات انكليزية وأمريكية، وفشلت شركات آل أديب ، عماد أديب واخوته، فلقاء الست ساعات التليفزيوني، مع حسني مبارك، إدارة عماد أديب، وإخراج شريف عرفة، فتح أمام المصريين بابا جديدا للسخرية والفكاهة، ولقاء لميس الحديدي، زوجة عمرو أديب، مع النجل فتح بابا آخر، وبدا وكأنه صار مصدرا لنحس لم تره عائلة مبارك في حياتها، ولأن وراء هذه السيناريوهات الفاشلة شركات ومصالح و بيزنس ، فمن المهم أن تدوم وتستبدل بغيرها.والنحس استمر بعد أن احتل النجل منصب الرجل الأول مكرر علي رأس الحزب الحاكم، وأدي تحويل الحزب من إدارة حكومية وأمنية، إلي شركة خاصة فاشتعلت في داخله حرب أهلية طاحنة. لم ينفعه ادعاؤه بأنه يمثل جيل المستقبل ، لأنه لم يكن إلا استمرارا لجمود وعفن شديد مستمر لربع قرن، ولم يفده الفكر الجديد ، بشيء، فلم يظهر حوله غير رؤوس فارغة من المنطق والفكر وجيوب متخمة بالثروة والمال الحرام.. ذوي جلود سميكة فاقدة للإحساس.. أحلامهم بحجم أحلام العصافير.
ومع ذلك وضعت شركات العلاقات العامة وخبراء الدعاية والتسويق سيناريو آخر، فما زال الفهم السائد لدي الصبيان والخلان هو أن العلاقات العامة والدعاية تعمل من الفسيخ شربات ، وعلينا أن نلاحظ أن أهم صفات القائمين علي أمر التوريث ، هو في تصورهم أن العيب ليس في السلعة المعروضة، غير المطلوبة أصلا، إنما العيب في الناس، بدعوي عدم قدرتهم علي استيعاب عبقريتهم. ولا علي تقدير نهبهم ولصوصيتهم. وكان المفترض، بعد هذا الكم من الاخفاقات أن يتعلموا أنهم يتعاملون مع شعب أكثره غير قابل للاستغفال، وكان الأولي بهم أن يغيروا بضاعتهم بدل تركها بائرة!!.والسيناريو النووي، وعودة التفكير في تعيين نائب للرئيس، نكأ جراحا عديدة بفعل تصريحات وأحاديث العلماء والخبراء.. فتعري عوار السياسة وانكشف تدليس المسؤولين، وبان أن مصر بنت قواعد من العلم وأعدت قوافل من العلماء، وافتضح أمر القوي التي هدمت صروح العلم وطردت العلماء، وعندما يقال لهم ان مهمتكم التصدي للنشاط النووي الإيراني، لا يجدون غير الزيف والتدليس وإطاعة الأوامر، تصورا منهم بأن ذلك يجعل قامة الرئيس الموازي تعلو بمستوي قامة أحمدي نجاد، وهم لا يعلمون أن القامات المحنية الذليلة لا تقوي علي الانتصاب، ويعلمون أنهم يكذبون. فالنشاط النووي لا يمارس للتلميع، وليس من مهمة فرد، أو عمل لجنة حزبية، وليس مجالا لـ بيزنس .
فاللعب علي وتر الأماني والتطلعات الوطنية، من حكام باعوا كل شيء، هو لعب بالنار التي تحرق أصابع مشعليها قبل غيرهم.وطبيعي أن تبدأ الضربات في الارتداد إلي نحور أصحابها. علي هيئة أسئلة، تدور كلها حول من المسؤول عن تعطيل البرنامج النووي أصلا، ومن الذي تولي تدميره وتخريبه وإلغاؤه. والتوقيت نفسه لم يكن في صالحهم، فالسيناريو يأتي في ظرف تاريخي، تقدم فيه إيران نموذج الدولة الأصلب والأكثر استقلالا، ويمثل فيه حسن نصر الله صورة البطل الشعبي للأمة بأسرها، ومن بعيد بدأ المواطن يعرف أن هناك زعامات جديدة، لم تنسه، وتذكره بدوره. فشافيز يعلن علي الملأ أنه ناصري، وقد كان ناصر مصريا عربيا مسلما.. ظهرت علي البعد نماذج جديدة وجادة تراهن علي شعوبها ولا تنسي فضل غيرها، ليست ناكرة للجميل، وفي مصر يراهن مسؤولوها علي العدو.
والأخبار تتري بأن المشروع النووي، إذا ما أنجز، سيبني بشراكة الدولة الصهيونية، وإشراف الولايات المتحدة، ورقابة الوكالة الدولية للطاقة النووية!!.مشروع قال عنه وزير الكهرباء المصري أنه يستغرق عشر سنوات، بعد الحصول علي موافقات الدول والوكالات والمنظمات الدولة المعنية. لماذا إذن هذه الضجة؟ الضجة عادة تأتي مع الإنجاز أو بعده. ويبدو أن قصة جحا مع الوالي كانت دليل الشركات والخبراء الذين ابتدعوا هذا السيناريو..
تقول القصة ان جحا ذكر لحاجب الوالي بأن حماره يجيد التحدث مثل البشر، وبلغ الأمر للوالي، فطلب من الحاجب استدعاء جحا علي الفور.. وعندما حضر جحا طلب منه الوالي أن يدخل حماره ويأمره بالكلام وإلا قطع رأسه، فرد جحا علي الفور: هذا ليس الحمار المقصود، والذي كان يتكلم هو والده، وقد نفق من أيام. وقد أخذ مني عشر سنوات لأعلمه كيف يتحدث مع الناس، وهذا الحمار مازال صغيرا وأمامه عشر سنوات ليكون علي مستوي أبيه، وسوف أحضره بعدها ليتحدث أمامكم. فتركه الوالي علي وعد باللقاء بعد عشر سنوات، وقال الحاجب لجحا وهو يودعه: أجننت ماذا فعلت؟ ما العمل عندما يكتشف الوالي أنك كذبت عليه؟ سوف يقطع رأسك؟ فرد قائلا: اسمع أيها الحاجب: لا تعلم ماذا يكون قد جري خلال السنوات العشر، وقال قولته التي صارت مثلا إما أن يكون الملك مات، أو الحمار مات، أو جحا مات .وإذا كان السيناريو النووي يعكس شبقا للسلطة والثروة، فإن المخلصين يتمنون إبعاد هذا المشروع عن مخطط التوريث وشراهة البيزنس أما من جهة
العودة لطرح تعيين نائب للرئيس فقد جاء ذلك ضمن سياق آخر، يحمل بعدين مختلفين.. بعد المناورة، وبعد الاضطرار،
وجاء، حسب أوثق المصادر، لقطع الطريق علي القوات المسلحة، بعد أن بدأ اسم الفريق سعد الدين الشاذلي، رئيس الأركان الأسبق، وبطل العبور 1973، يُطرح بين عدد من الضباط الكبار، كرئيس قادم لمصر، وكان لهذا صدي واسع، فالرجل ما زالت له شعبية بين العسكريين، وخطورته أن له شعبية بين المدنيين، خاصة ممن يرون في ذلك رد اعتبار له، وهو الذي عوقب، بدل أن يكرم، علي بطولته وموقفه الرافض لكامب ديفيد، وحكمت عليه محكمة عسكرية بالسجن ثلاث سنوات، قضاها كاملة، بتهمة إفشاء أسرار عسكرية، لمجرد أنه أصدر كتابا عن حرب اكتوبر، ذكر فيه أن الدور الأبرز في إنجاح العبور كان لسلاحي المهندسين والدفاع الجوي، فالمهندسون فتحوا ثغرات خط بارليف، وعطلوا محابس النابالم، علي الضفة الشرقية لقناة السويس، والمعد ليحولها إلي محرقة للقوات المصرية، والدفاع الجوي وفر التغطية اللازمة بشكل مكن القوات من العبور والتقدم، وكان لتداول اسم الشاذلي وقع الصدمة علي حسني مبارك، فاستشاط غضبا وطلب إعادة محاكمته، وتأديبه بطريقة أيمن نور، مع إخراج كل من بقي من جيل اكتوبر في القوات المسلحة، ووجد من ينبهه إلي خطورة النتائج،
وأمام ذلك يأتي الاضطرار بطرح إمكانية تعيين اللواء عمر سليمان، رئيس المخابرات العامة، في منصب نائب الرئيس، أولا لتحييد العسكريين، وليس من المتوقع منه أن يربك مخطط التوريث . فهو متمرس علي الطاعة وتنفيذ الأوامر، وله رصيد يزكيه لدي كل من واشنطن وتل أبيب.. متعاون مع السلطات الأمريكية، في حربها ضد الإرهاب ، وناجح في الضغط علي الفلسطينيين، ونشاطه ملموس في حصارهم وتجويعهم، وله علاقات حسنة مع السعودية ودول الخليج، وهي الدول التي تعد لتكون خط الهجوم الأول علي فلسطين (حكومة حماس) وسورية ولبنان (المقاومة وحزب الله) والسودان وإيران، وهو يتميز بالسمعة الطيبة، وإن كان ذلك لم يمنع من دفع أقاربه ورجاله إلي مواقع مؤثرة في جهاز الدولة، آخرها تعيين زوج ابنته رئيسا لهيئة الاستعلامات، وتبدو المناورة موقوتة بزوال أسبابها، وإذا ما استمرت الأسباب فقد يلعب فريق التوريث لعبته،
وكما نجح في توفير الغطاء لـ الرئيس الموازي بتعيين ثلاثة أمناء مساعدين في الحزب الحاكم.. كان هو أحدهم وأوحدهم، فإنه يمكن توفير نفس الغطاء بتعيين ثلاثة نواب للرئيس، والدستور يسمح بذلك، هـــم جمال مبارك وعمر سليمان وفتحي ســـرور أو ممـــدوح مرعي.. النيابة الفعلية تكون من نصيب النجل ، وسليمــان يلعب دوره في ضبط المؤسسة العسكرية، ويقوم سرور بتفصيل القوانين اللازمة، ويتــــولي مرعي، إذا عين، بتفصيل القوانين، ويستمر في تصفية الحساب مع القضاة المطالبين باستقلال القضاء.. لن يخرج دورهم في النهاية عن دور المحلل لزواج باطل بين الرئيس الموازي والرئاسة الفعلية. ونقول للحالمين والمخدوعين إن البيزنس والتوريث محور كل نشاط رسمي وحزبي ورئاسي وأمني وعائلي، وما دون ذلك فهو ضحك علي الذقون ولا شيء قبل ذلك أو بعده. وسنري!!.
.
..

Aucun commentaire: