jeudi 24 mai 2007

إنهاء الاحتلال ضروري.. وإلا سنخسر العراق وأميركا





Go to Mohamed Abdel Azim web site ... clic here

إنهاء الاحتلال ضروري.. وإلا سنخسر العراق وأميركا

ضحكت أولا. ثم اضطررت للبكاء. فقد شاركت في حفل تخرج هذا العام من معهد رنسلاير بوليتكنيك، وهو واحد من اعظم مؤسسات التعليم الاميركية في مجالي العلوم والهندسة، ولذا جلست في الصف الاول اثناء توزيع الشهادات على الخريجين وكلهم طلاب دكتوراه. وقرأ المذيع اسماء الخريجين واحدا بعد الاخر وحصل كل منهم على شهادة الدكتوراه ـ في البايوتكنولوجي وفي الكومبيوتر والفيزياء والهندسة ـ من رئيسة المعهد شيرلي آن جاكسون.

وسبب ضحكي هو انه يبدو ان كل الخريجين الجدد في رنسلاير ولدوا خارج البلاد. ولفترة ظلت الاسماء الاجنبية تتردد ـ هونغ لو زو زي تاو يوان فو تانغ ـ لدرجة اني اعتقدت ان جميع الخريجين في الفيزياء من الصينيين، حتى انقذ «بول شين مورو» الموقف. كانت صورة كاريكاتورية لما وصفته شيرلي جاكسون نفسها بقولها «ازمة حقيقية» في تعليم العلوم في هذه البلاد بحيث لا يمكنك الا الضحك.

رجاء لا تفهموني خطأ. انا فخور باستمرار بلادي في بناء الجامعات ونشر ثقافة التعليم التي تجذب افضل الطلاب في العالم. وشكواي ـ وسبب رغبتي في البكاء ايضا ـ هي عدم وجود موظف من ادارة الهجرة والتجنيس يقف الى جوار شيرلي جاكسون يضيف البطاقة الخضراء لكل دكتوراه حصل عليها شخص ولد في الخارج. اريد منهم كلهم البقاء، وان يصبحوا اميركيين ويجرون ابحاثهم واختراعاتهم هنا. اذا لم نتمكن من تعليم ما يكفي من اولادنا للمنافسة على هذا المستوى، فمن الافضل التأكد من امكانية استيراد شخص اخر، وإلا فلن نتمكن من الحفاظ على مستوى معيشتنا.

انه لغباء مطلق الا يوافق الكونغرس على فتح حدودنا لجذب والاحتفاظ بأفضل العقول البشرية في عصر يتزايد فيه حصول الجميع على وسائل الابداع والفارق الوحيد هو المواهب البشرية. انا في غاية الجدية. اعتقد ان أي طالب اجنبي يحصل على الدكتوراه في بلادنا ـ في أي موضوع ـ يجب ان تعرض عليه الجنسية. إن فكرة أن نجعل من الصعب عليهم البقاء هنا هو امر جنوني.

ويناشد COMPETE AMERICA وهو تحالف لشركات التكنولوجيا، الكونغرس زيادة عدد ما يعرف باسم تأشيرات H-1B المتوفرة للشركات التي تريد احضار عمالة اجنبية ماهرة وعدد البطاقات الخضراء المقدمة للعمال الاجانب في مجال التقنية المتقدمة الذين يريدون البقاء هنا. قدموا لهم كل ما يريدونه وشركتنا لا تحتاجهم الآن فقط، لعدم تدريبنا ما يكفي من المهندسين، ولكنهم سيؤسسون، مع مرور الوقت المزيد من الشركات ويخلقون المزيد من الوظائف الجيدة اكثر من الحلول محل موظفين مستقرين. ووادي السيلكون دليل حي على ذلك. وهو المكان الذي ستوجد فيه افضل الوظائف.

لا يمكننا الاستمرار في الحماقة بخصوص هذه الاشياء. لا يمكن وجود عالم يسيطر فيه الطلاب الاجانب على كليات العلوم لدينا وعلى معامل الابحاث وعلى النشرات العلمية ويمكنهم العودة الان، بطريقة اسهل مما سبق، الى بلادهم وتأسيس شركات ـ بدون التأثير في النهاية على مستوى معيشتنا ـ ولا سيما عندما نتراجع في مجال انتشار انترنت النطاق العريض بالنسبة للفرد. فقد تراجعت اميركا من المركز الرابع في العالم عام 2001 الى المركز الخامس عشر اليوم.

وأحيي كلا من اندرو راسيج ومكين سيفري، مؤسسي منبر الديمقراطية الخاصة. فهما يحاولان جعل ذلك قضية في الانتخابات الرئاسية عن طريق خلق حركة للمطالبة بتركيز المرشحين على ضعفنا في مجال التكنولوجية الرقمية www.techpresident.com) ) ويؤكد راسيج، الذي تقدم للترشيح، ولم ينجح، لمنصب المحامي العام لمدينة نيويورك عام 2005 ضرورة نشر الانترنت اللاسلكي في كل مكان، ان «نصف اميركا فقط ينتشر فيها النطاق العريض للانترنت». ونحتاج للانتقال من مرحلة «عدم ترك أي طفل» الى «كل طفل متصل» (بالانترنت).

وفيما يلي الحقيقة المحزنة: لقد امتصت هجمات 11 سبتمبر وحرب العراق الفاشلة امتصتا كل الاوكسجين تقريبا في هذا البلد ـ الاوكسجين الذي نحتاجه لنناقش وبجدية التعليم والرعاية الصحية وتغير المناخ والتنافسية، كما لاحظ غاريت غراف المحرر في مجلة Washingtonian ومؤلف كتاب «الحملة الاولى» الذي يصدر قريبا ويتعامل مع هذه النظرية. ويشير غراف الى ان معظم حكام الولايات يتحدثون الان عن هذه القضايا ولكن لا يوجد الكثير ممن يمكنهم القيام به بدون تركيز واشنطن وقيادتها. وهو الامر الذي يدفعنا الى ضرورة انهاء احتلالنا للعراق بأسرع الطرق وأقلها سوء ـ وإلا سنخسر العراق وأميركا. اننا نقترب من هذا الخيار.

* خدمة «نيويورك تايمز»

توماس فريدمان

Aucun commentaire: