dimanche 27 mai 2007

سؤال بريء


Go to Mohamed Abdel Azim web site ... clic here


01 10 2006



Innocent Question
By Mohammad HAmmad
al-araby newspaper
Cairo
01. 10. 2006


خلاص عرفنا أن الحزب الوطنى سيرشح جمال لخلافة أبيه، وتأكد لنا أن التعديلات الدستورية التى تعد فى القصر الرئاسى فى غيبة الشعب لن تكون إلا لتكريس حكم العائلة واستمراره: بالتمديد، بالتوريث، بالذوق، بالعافية، بأى أسلوب، هذا هو هدف السلطة، وهذا هو ما تعد له، وهذه هى خطتها، وعليها أن تتحرك فى كل اتجاه، فى الداخل: لتمرير العملية بأقل خسائر ممكنة، وفى الخارج: بأخذ خاتم الموافقة الأمريكية على الموضوع، حفظنا هذه القصة، وبانت لبتها، ولم يعد تكرار الكلام فيها وحولها غير طحن بغير عجين، لا يصيبنا منه إلا دوشة الطحانين! فماذا أنتم فاعلون؟ هذا هو السؤال الذى أنتم منه تهربون، واسمحوا لى أن أخبركم أن الناس تكاد تيئس منكم، ومن أحزابكم، ومن طول بقائكم فى المعارضة بدون أى فعل مؤثر، تماما كما يئس الناس من طول بقاء الرئيس على كرسى الحكم، اليسار منكم كاليمين، كلكم بياعين كلام، تكثرون من الحديث عن مسلسل التوريث، ولا نرى لكم فعلا واحدا فى مواجهته، أو محاولة التصدى له، تعرفون ما تبيت له سلطة العائلة، ولا تفعلون غير انتظار البلوي، لا همَّ لكم غير بقاء الأحوال على ما هى عليه، رضيتم بما كتب عليكم، أو كتب لكم من أن تكونوا فى المعارضة لزوم الديكور والزينة التى إن لم تنفع فهى لن تضر! الناس يئست حتى من أولئك الذين يقولون إ نهم يحركون الشارع وينزلون إلى الجماهير، والحقيقة أنهم لا حركوا شارعا، ولا نزلوا إلى أحد، بل جمعوا أنفسهم بقضهم وقضيضهم داخل كردون أمنى صرخوا فيه هتافا، وتبادلوا خلاله الخلافات الشعارية، ورجعوا بالليل إلى النت وإلى المجموعات البريدية يشنون على بعضهم الحروب الصغيرة، وكان حريا بهم بدل أن يتظاهروا فى مواجهة مؤتمر حزبي، أن يعقدوا فى مواجهته مؤتمر الضفة الأخرى فى البلد، مؤتمر يجمع كل الرافضين لبيع مصر بالجدك لجمال حسنى مبارك، مؤتمر لكل المطالبين بتعديل دستورى ينقل البلد من حكم الفرد والعائلة إلى حكم المؤسسات والدستور.! كان يمكن أن تظهر مصر منقسمة بالفعل بين أصحاب مشروع التوريث، الذين يريدون لها أن تعود للخلف أكثر من نصف قرن، وبين أصحاب مشروع بناء مصر الديموقراطية والدولة الحديثة. ولكننا ما نزال نلعب على الإيقاع الحكومي، وما نزال ردود أفعال على مشاريع لم تعد خافية على أحد إلا المجانين والعمى الذين لا يبصرون. مصر كلها مع تعديل دستورى جوهره فتح الباب أمام انتخاب الرئيس بإرادة شعبية بدون قيد يحد من حرية هذه الإرادة وبشروط وضمانات توفر أن يكون الانتخاب حرا ومباشرا وتحت الإشراف الكامل لقضاء مستقل. ومصر كلها عدا مصلحجية الحزب الوطنى ودعاة التوريث مع عودة المادة 77 إلى وضعها الذى كانت عليه قبل تعديل أنور السادات لها قرب نهاية مدة حكمه التى انتهت ولم يقدر له أن يستفيد مما خطط له؟ لا يصح أن تبقى مصر هى الدولة التى إذا ما اعتلى الرئيس فيها سدة الحكم فلا ينزل منها إلا على جثته، أو على جثة البلد، ليبقى الرئيس وجثته يحكمان بلا انقطاع حتى يوافيه أقرب الأجلين: التوريث أو الرحيل.! ومصر كلها مع تقليص صلاحيات رئيس الجمهورية لصالح إعادة التوازن بين السلطات والصلاحيات، لأنه لا سبيل للحد من فرعنة الرئيس غير تقليص الصلاحيات الممنوحة له بالدستور الحالي، مع تقوية صلاحيات ودور مجلس الشعب، وموقع رئيس مجلس الوزراء. لن يغفر التاريخ لكل أجيال المعارضة المصرية فى أوائل القرن الواحد والعشرين أنهم تركوا مأساة التوريث تمر، ولن تحاسبنا الأجيال القادمة على أننا كنا يساريين أم إخوانا أم ناصريين ستحاسبنا على أننا لم نكن رجالا فى وقت احتاجت مصر فيه إلى الرجال. الموقف الآن بكل وضوح أن تظهر مصر الأخرى قدرتها على مواجهة الذين يريدون أن يخطفوا منها حاضرها ومستقبلها. لا يجب أن يكون هناك فيتو من أحد ضد أحد، ويجب أن تتكاتف كل الجهود وتتناسق من أجل دستور يليق بمصر، الإخوان فى المقدمة ومعهم كفاية وكل الأحزاب وكل فعاليات المجتمع المدنى من أجل برنامج من نقطة واحدة:إصلاح دستورى ديموقراطي. والبداية أن تجتمع كلمة
المعارضة بدون شروط من أحد على أحد، ولا برنامج لنا غير: إصلاح الدستور، فهل أنتم فاعلون؟
.
.

Aucun commentaire: